×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

بيت زينل.. ذاكرةٌ حجرية تحفظ روح جدة القديمة

بيت زينل.. ذاكرةٌ حجرية تحفظ روح جدة القديمة
إعداد / خلود عبدالجبار 

يظهر بيت زينل في قلب جدة التاريخية كواحدٍ من أبرز الشواهد العمرانية التي حافظت على هوية المكان وذاكرته ، هذا البيت الذي عُرف في حقبةٍ سابقة باسم "بيت هولندا" بعد أن اتخذته السفارة الهولندية مقرًا لها، يستمد أصالته من إرث صاحبه الحاج زينل علي رضا؛ التاجر البارز ورائد العمل الخيري في جدة، الذي اشتهر بلقب "أبو الفقراء" لما قدمه من دعمٍ اجتماعي ترك أثرًا عميقًا في المجتمع الحجازي.

عائلة تجارية صنعت حضورًا إقليميًا:

تنحدر أسرة زينل من أعرق العائلات التجارية في المملكة والخليج العربي، وقد تجاوز نشاطها مائةً وستين عامًا جعلت من جدة مركزًا لنشاطها الاقتصادي ومسار انتشارها التجاري، وقد وضع الحاج زينل علي رضا حجر الأساس لهذه المسيرة حين انطلق من قلب الحجاز نحو بناء شبكة تجارية واسعة، أسهمت في تعزيز مكانة العائلة على مدى عقود.

طراز معماري يحفظ بريق جدة التاريخية :

يحمل البيت ملامح العمارة الجداوية القديمة بلمسات فنية متقنة، إذ تتوزع الرواشين الخشبية الواسعة بزخارف دقيقة تحيط بالنوافذ والشرفات، فيما يبرز الباب الرئيسي كقطعة فنية تعكس مهارة الحرفيين القدامى، لتبدو الواجهة الأمامية كصفحة من كتاب معماري يحكي تطور المدينة ويمسك بخيوط جمالياتها المتوارثة عبر الزمن.

بنية هندسية متينة وتفاصيل داخلية فاخرة :

يتكون البيت من طابقين اعتمد البناؤون في سقفهما على الخرسانة المسلحة، بينما شُيّدت الجدران من الحجر المنقبي المعروف بقوته وقدرته على مقاومة الرطوبة والحرارة. ويتخذ المنزل شكلًا هندسيًا يميل إلى المستطيل، تتوزع غُرَفه حول سُلمٍ داخلي واسع يواجه المدخل الرئيسي الذي تعلوه شرفة مرتفعة تمنح المكان حضورًا وهيبة.

شاهد حيّ على جدة التي تجمع الماضي بالحاضر:

لا يزال بيت زينل، بما يحمله من رواشين ونقوش حجرية وملامح عمرانية أصيلة، شاهدًا على مرحلةٍ مهمة من تاريخ جدة، ومحافظةً على موروثها الحجازي العريق ، فهو بيتٌ لا يروي قصة عائلةٍ فحسب، بل يحتفظ في أحجاره بحكاية مدينة جمعت بين هيبة الماضي وإشراقة الحاضر، لتظل الذاكرة ممتدة عبر الأجيال.
التعليقات