×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

ماذا لو؟

ماذا لو؟
بقلم / د.أمل حمدان 
ماذا لو قررنا أن نفرغ بعضاً من طاقتنا التحملية، كل ما يؤذينا أو يعكر صفو حياتنا؟
ماذا لو تعاملنا مع أنفسنا كما نفعل مع أجهزة الكمبيوتر عندما تمتلئ ذاكرتها، فنفرغها لتعمل بجودة وكفاءة أعلى؟

نحن كبشر نمتلك قدرة على التحمل، لكنها تختلف من شخص لآخر، وفي النهاية تبقى محدودة. ومع ذلك، نجد أنفسنا نستمر في تحمل الضغوط اليومية، العلاقات السامة، الأفكار السلبية، والتوقعات التي لا تجلب لنا سوى المزيد من الإرهاق، حتى عندما نشعر بأن طاقتنا تتضاءل.

ماذا لو امتلكنا الشجاعة والوعي لتفريغ هذه الطاقة الضارة، كما نفعل بجهاز الكمبيوتر عندما نعيد ترتيب ملفاته ليعمل بكفاءة أكبر؟

في كثير من الأحيان، نقضي وقتًا طويلًا في معالجة مشاعرنا السلبية، مثل الخوف من الفشل، القلق المفرط، أو الحقد تجاه الآخرين. هذه المشاعر تستنزف طاقتنا الذهنية والجسدية، فتضعف قدرتنا على مواجهة تحديات الحياة. تمامًا كما يؤدي تحميل الكمبيوتر بملفات غير ضرورية إلى إبطائه، فإن تحميل أنفسنا بما لا يفيدنا يجعلنا أقل كفاءة وأقل قدرة على الاستمتاع بالحياة.

ماذا لو قررنا التحرر من هذه الأعباء؟

ماذا لو بدأنا في "تنظيف" أفكارنا وعواطفنا، كما نفعل مع أجهزتنا عندما تحتاج إلى تحديث أو إعادة تشغيل؟
ماذا لو اخترنا أن نطلق سراح كل ما لا يخدمنا؟

الفشل، الغضب، والقلق هي أشبه بالفيروسات التي تستهلك مواردنا الداخلية. وما إن نتخلص منها، حتى نجد أنفسنا أكثر خفة وهدوءًا، وأكثر قدرة على التعامل مع الحياة بسلاسة.

طاقتنا التحملية كالبطارية، تحتاج إلى إعادة شحن مستمر. وإذا لم نمنح أنفسنا فرصة للراحة، العناية الذاتية، وممارسة الأنشطة التي تجلب لنا السعادة، فسنجد أنفسنا عالقين في دوامة من الإجهاد المستمر، مما يؤثر سلباً على صحتنا النفسية والجسدية.

لذلك، من الضروري أن نكون أذكياء في التعامل مع أنفسنا، وأن نسمح لها بالراحة، كما نفعل مع الأجهزة الإلكترونية التي تحتاج أنظمتها إلى إعادة تشغيل بين الحين والآخر لتعمل بكفاءة عالية.

وفي النهاية، ماذا لو كانت حياتنا أكثر صفاءً إذا قمنا بإفراغ كل ما لا تحتاجه عقولنا وقلوبنا؟
ماذا لو تركنا مساحة للفرح، الإبداع، والسلام الداخلي؟

تمامًا كما تحتاج الأجهزة إلى فترات راحة لتعمل بشكل أفضل، نحن أيضًا بحاجة إلى منح أنفسنا الفرصة للتحرر من الضغوط، العواطف السلبية، والأفكار المزعجة، لنتمكن من الظهور في أفضل نسخة من أنفسنا.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر