×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

نداء الفقد وألم الرحيل

نداء الفقد وألم الرحيل
بقلم / موضي العمراني 
أيها الرحيل المر،
ما بالك غيّبت الأجساد،
وأبقيت الأرواح عالقة بنا؟
تعانقنا كل مساء،
تهمس في صدورنا بأسماءٍ لم تعُد معنا،
توقظ الحنين،
وتسكب الدموع في مآقينا دون أن تجف.

أيها الرحيل،
ما بالك تختطف الأنفاس بلا رحمة،
تسلب الأماني قبل أن تكتمل،
وتترك خلفك قلوبًا مجوفة،
وأرواحًا تبحث عن أنصافها الضائعة؟

قد سُطّرت بك الأوراق،
قبل أن نخطّ لها،
كأنها صلاةٌ بلا ركوعٍ ولا سجود،
كأنها أختامٌ وُضعت فوق الصدور،
وبالمسك غُسلت الأبدان،
وبالكفن لُفّت الودائع الأخيرة،
فاحتضنتهم المقابر،
كما تحتضن الأم وليدها،
لكن دون رجوع.

من يكفكف الدموع،
التي تتبع خطاهم؟
من يواسي الليل، حين يفتقدهم؟
أصبح اليُتم يلاحقنا،
كظلٍ لا يفارق أرواحنا،
نبحث عن أصواتهم في الصمت،
عن وجوههم في الغياب،
ليالينا بلا قنديل،
وأنوارنا ابتلعتها العتمة.

أيها الرحيل الموجع،
أما من سبيلٍ للوصل؟
أما من نافذةٍ تُشرع للقاء؟
أما من حُلمٍ يعيد إلينا
لحظةً من ماضٍ ذهب بلا رجعة؟

أصبحنا على هامش الرحيل،
نحمل الذكرى كأثقالٍ فوق أكتافنا،
نعاني الفقد،
ونُناجيهم في الغياب،
لكنهم لا يسمعون نداءنا …
ولن يعودوا بعد الرحيل .
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر