#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

هل أصبح التوفير في أفراحنا جريمة؟

هل أصبح التوفير في أفراحنا جريمة؟
بقلم الكاتبة / ✍️ سحمة العمري 
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الرشد ونور البصيرة ، ورزقنا من الخيرات المتتالية ، مدادا لا تعد ولاتحصى ، ووهبنا من التيسير والتوفيق سبلاً متعددة بلاحساب.

أحبتي ، لعلي في مقالي هذا أخاطب قلوبكم الجميلة الصادقة الراقية، وعقولكم النيّرة الرشيدة ،،
لايخفى عليكم المبادرات الجميلة التي يقدمها الكثير في مجتمعنا الراقي الجميل ، ومنها استوقفني شغفاً مبادرة أحد شيوخ القبائل في تهامة عسير دون تحديد أو تصعيد ،وجاء ببنود ربما كانت فيها من القرارات التي تعجب بعض الأهالي، بينما البعض الآخر لا يتفق معه أو لا يبالي.
ونحن فرداً فرداً نُعرف نحب الناموس وإبراز الجمايل بأبهى حللها ،، وتعلمنا أن اكرام الضيف في كل المناسبات أياً كانت هو عرفنا وسِلمنا وعاداتنا من عهد الآباء الأخيار والأجداد العظماء الذين ثبتّوا لنا تقاليد وأعراف نعتز بها ونمشي على حذوها ونهجها.

ولكن نلاحظ مع تتابع السنين وإزدياد النعم والخيرات على بلادنا عامة وعلينا أهالي تهامة خاصة أصبحنا نتوسع في مناسبات الأفراح ، وكلٌ حسب قدرته المالية وهذا أمر شخصي ومن باب إتباع قوله تعالى ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، ومن كان يعيش في خير فنسأل الله أن يزيده من الخير مد بصره.
ولاكن فينا كذلك من ينقد كل من حاول التميز في حفلات أبناءهم وبناتهم ، وهم قد احتملوا الخسائر من أجل التعبير عن فرحتهم ، وهذا حق مشروع لهم.

ولكن ندائي الخاص هنا لمن هم مقبلين على زواج أبناءهم وبناتهم خلال هذه الأشهر ومع السنوات المقبلة بأن يحذو حذو الطيبين وأن ينهجوا نهج الوسطية التي يستطيع تناولها ومجاراتها كل طبقات المجتمع الغني والوسطي والفقير، نعم هي كما يعلم الجميع ليلة واحدة فقط لا تتعدى سويعاتها من 6 إلى 7 ساعات بالكثير ، ولكن يتكبد فيها ذوي العريس والعروسة مبالغ تفي ببناء بيت أو دور كامل للعريس وعروسته من أجل أن يقال أننا تميزنا وكانت حفلتنا من أجمل الحفلات !!

نصيحتي لأهل العروس أن يكونوا عوناً لأهل العريس وكلٌ يبادر ويتنافس بمن يكون حفلته أوفر من حيث قلّة الخسائر ، وأجمل وأريح من كل النواحي ،،

وعلى رأس الأمور التي نؤمي لها في هذا المقال هي التقليل من الموسيقى وعدم المجاهرة بهذا الأثم العظيم الذي لاسيما وقد استهنا به، وألُفت آذاننا استماعها والبعض مكرهين من أجل أن يشاركوا ذوي الفرح ويتجملوا منهم ،،
لقد وصلنا فعلياً في احتفالاتنا إلى الثلث الأخير من الليل ونحن في صخب ولهو وسهو، والله مالك الملك رب النعم هذه كلها ، والمتفضل علينا بنعمه يرسل ملائكته من في السماء السابعة إلى الأرض في هذا الوقت، ويقول هل من مستغفر فأغفر له وهل من داعي فاستجيب له ونحن غافلون وغارقون بالطرب والموسيقى ، إضافة إلى قوة التبذير،،
اي امتنان لله واي حب له !!!
قال الإمام الشافعي:

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ
مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ


نعم دعونا نمسك بأيدي بعضنا البعض ونتنافس نحن بتقديم أروع المبادرات وَسَنْ أفضل السنن الرائعة ولنكن ممن قال فيهم الله تعالى ( كنتم خير أمة أُخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ).

وختاما ،،، أسأل الله أن يريني وإياكم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..
التعليقات 1
التعليقات 1
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • شاعر الموقف 09-10-2024 02:14 صباحاً
    مقال في اصله ومضمونه فايدته عظيمه وتنعكس على المجتمع فوايده في حالة تم استيعاب ما يهدف اليه هذا المقال. *من النحيه الاهمال وهو عدم الإسراف والتبذير والملفع في الزواجات التي صبحت عب على العريس ونهمه * شكرا صاحب المقال *وشكرا للمستجيب *للنداء،،،*
أكثر