#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الفاسد في النظام العادل

الفاسد في النظام العادل
 
في كثير من الأحيان، عندما نتحدث عن الواسطة، نميل إلى اتهام النظام بأكمله بأنه ضعيف أو غير عادل.
لكن الحقيقة، في غالبية الحالات، تكمن في أن النظام نفسه قد يكون سليماً ومصمماً ليحفظ حقوق الجميع.

المشكلة الحقيقية تكمن في الأفراد الذين يتلاعبون بهذا النظام، مستغلين مواقعهم لتحقيق مصالح شخصية أو مجاملات اجتماعية، وهو ما يعد فساداً شخصياًبامتياز.
خذ مثلاً الموقف الشائع الذي يحدث في العيادات الطبية: لديك موعد محدد مسبقاً، تنتظر دورك بصبر، ولكن فجأة يظهر شخص آخر لا يحمل موعداً، ولكنه يعرف موظفاً أو طبيباً فاسد، ويدخل مباشرة دون انتظار.

في هذه الحالة، النظام نفسه كان واضحاً: هناك مواعيد وتوقيتات لكل شخص.
لكن الفساد الذي يتجاوز القواعد هو من يقوم بالإساءة إلى النظام ويشوهه بسبب فساده الشخصي أو تفضيلات غير مبررة.

الفساد الشخصي ليس جزءاً من النظام، بل هو انحراف فردي عن القواعد والقيم الأخلاقية التي يفترض أن تحكم العمل.
إنه فعل يقوم به أفراد محددون لاستغلال مواقعهم أو علاقتهم لتحقيق مكاسب أو تقديم مجاملات على حساب الآخرين.

هذه الممارسات قد تبدو بسيطة في الظاهر، لكنها تُحدث تأثيراً عميقاً على ثقة الناس في النظام بأكمله.
هولاء الأفراد هم حثالة المجتمع، وهم قلة.
يشوهون سمعة النظام بقذارتهم، وعندما يرى الأشخاص الذين يتبعون القواعد أن حقوقهم تُهدر بسبب أفعال فردية غير نزيهة، يشعرون بالإحباط والغضب، مما يزيد من انعدام الثقة بالنظام والمجتمع.

لماذا الخوف من التبليغ عنهم.؟
سكوتنا عنهم يخلق ثقافة التهاون،ونمهد لهم الطرق للتكاثر، فهم كالسرطان بمجرى الدم، مما يؤدي إلى تفشيها بشكل أكبر.
قيادتنا الرشيدة وضعت أنظمة
وقوانين، تحمي المجتمع من الفرد الفاسد.
لايطبق النظام فيهم ولا يستأصلهم من جذورهم، إلا عند الإبلاغ عنهم.


وأخيراً الفساد الشخصي ليس مجرد تجاوز بسيط للنظام، بل هو تهديد حقيقي المجتمع.
تصرفات فردية قد تبدو صغيرة تؤثر بشكل عميق على ثقة الناس في المؤسسات والأنظمة.
يجب علينا جميعاً، أفراداً ومؤسسات، أن نقف ضد هذه الممارسات غير الأخلاقية.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر