#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

جازان تنتفض بموت أديبها "الحربي

جازان تنتفض بموت أديبها "الحربي
 
كانت وماتزال جازان ولَّادَّة؛ إذ أنجبت وتُنجب موهوبين وموهوبات في شتى المجالات، أرض جازان وطبيعتها ساهمت في تخصيب هذه المواهب، جعلت من بينهم الأديب والكاتب والرياضي والشاعر والطبيب، والعديد من البارزين في مناحي الحياة... عبر مقالي هذا أتناول نموذجًا من النماذج الخالدة في تاريخ جازان، عاش هائمًا في عشق جازان، نثر بين جنبات ناديها الأدبي وعبر مدارسها الشعر والرواية، تميز بأسلوبه الخاص في حب جازان، وأبدع بحروفه؛ حين انتفضت بقاياها لتحكي جمال جازان الأرض وطيبة إنسانها وقلبه الأبيض، تنوعت دواوينه بين رحلة أمسه وصدى صوته.

التقيت الأستاذ أحمد الحربي في ظبية الفل بصبيا، كان ذلك اللقاء أدبيًا خالصًا بحضور كوكبةٍ من الشعراء والأدباء، يومها تواجدت بدعوة خاصة من صاحب الدار الشاجري، وجدتها فرصةً للخروج بتغطيةٍ إعلاميةٍ حصريةٍ، كان أبو أسامة نجم الندوة وعنوانها الأبرز، نثر بينهم شيئًا من رواياته وقصصه، وطلبوا منه الشعر فأسمعهم خلاصة شعره، اتسمت تلك الأمسية بجمال الرواية، واكتست بأدب الكلمة، حيث تألق بأجوائها أستاذ الأدب في جازان "أحمد الحربي" وشاءت الأقدار أن أتواجد في حفل اليوم الوطني السعودي ٩٠ بالنادي الأدبي بجازان - والذي كان يرأسه الحربي سابقًا - وأيضًا في تغطية إعلامية، وكان الحربي أحد النجوم البارزين في تلك الاحتفالية، ومن النجوم الذين تم تكريمهم؛ نظير مسيرتهم الأدبية في إثراء الساحة الأدبية بمنطقة جازان.

قاوم الحربي المرض العضال في بدايته، واستمر يمارس إبداعاته متجاوزًا أنين الألم بفن القلم، يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي عن شدة مرضه، ويتواصل مع الجميع وكأنه أصحهم بدنًا، قرأت له الكثير من المنشورات والتغريدات التي تنبض بالحياة، لم يشعر أحدٌ من متابعيه بما يعتري جسده من آلام، واستمر كذلك حتى اشتد مرضه فصار قليل الظهور إلا من بعض السطور، يكتب من حينٍ إلى حين كتابة مُوَدِّع.... كنت من أصدقائه على فيسبوك، ومن متابعيه على تويتر منذ دخولي مجال الإعلام.

الإثنين ٢٧ جماد الأولى ١٤٤٢هـ انتفضت جازان عندما ذاع نبأ وفاة الحربي، فاسترجعت تلك الكلمات التي كتبها ورددها مرارًا...
جازان وانتفضَتْ بقايا أحرفي
تحكي جمالَ الأرض والإنسانِ
الطيبون على الثرى
وقلوبهم بيضاء
سر جمالها الفتان
الصابرون على الأذى
وصدورهم مفتوحة
للحب والإحسانِ
المؤمنون وكل شيء حولهم
في الحد مقذوفًا مع النيرانِ

كانت هذه الأبيات هي الأقرب لذاكرتي، تخيلتها مكتوبة أو عندما ألقاها الحربي - رحمه الله - بصوته العذب، وشاهدت النعي الذي طغى على كل المواقع، فأدركت أن الفقيد كان يحاكي ويحكي عشقه لجازان قولًا وفعلًا، وعاشت جازان قاطبةً من سهلها لجبلها، مرورًا ببحرها وعبر أجوائها عميق الحزن، فالفقيد من انتفضت بقايا حروفه في حب جازان، اليوم تبقى بين الطيبين آثار انتفاضتها.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر