من الذي هزّ الوعاء؟

بقلم : عامر آل عامر
في عالمٍ يموج بالأحداث والاختلافات، كثيرًا ما نرى أصدقاء يتحوّلون إلى غرباء، وأُسرًا تتفرّق، وقلوبًا تتنافر بعد أن كانت تنبض بالودّ والصفاء.
نبحث عن السبب، فنشير بأصابعنا إلى بعضنا، غير مدركين أن هناك من هزّ الوعاء... فاختلطت الرؤى، وتبعثرت القلوب.
تخيّل أنك وضعت مئة نملة سوداء ومئة نملة حمراء في وعاء زجاجي، فبقيت ساكنة لا تؤذي بعضها، حتى إذا هززت الوعاء، اشتعلت الحرب بينها، كلٌّ يظن أن الآخر هو العدو، بينما العدو الحقيقي هو من حرّك الوعاء بيده.
وهكذا نحن، نهتزّ عند أول كلمة تُقال، وأول إشاعة تُنشر، وأول فتنة تُبثّ بيننا، فنثور على بعضنا، ونتناسى من أشعل الشرارة في الخفاء.
من الذي هزّ الوعاء بين الأخ وأخيه حتى أصبحا يتباعدان؟
من الذي هزّ الوعاء بين الزوجين حتى انطفأت المودّة وتحول الدفء إلى رماد؟
من الذي هزّ الوعاء بين الأصدقاء حتى صار الوصل خصومة، والابتسامة عبوسًا؟
قد لا يكون أحدنا هو المذنب، بل الكلمة التي سرت خلسة، أو الغيبة التي غزلت خيوطها في الظلام، أو مصلحةٍ دفعت صاحبها ليزرع بين القلوب شوكًا باسم النصيحة.
الفتنة لا تبدأ بصوتٍ عالٍ، بل بهزّةٍ خفيفةٍ تُربك الهدوء، فيتهاوى بعدها السلام كبيتٍ من رمل.
والمؤلم أننا نقف وسط المعركة، نحارب من نحب، بينما يهزّ أحدهم الوعاء مبتسمًا من بعيد.
قبل أن نحكم على أحد، قبل أن نغضب أو نقاطع أو نكسر الجسور التي بنيناها بالودّ، علينا أن نسأل أنفسنا:
من الذي هزّ الوعاء؟
ولمصلحة من؟
قد نجد أن العدو ليس أمامنا... بل حولنا، يتغذّى على خلافنا، ويكبر كلما انطفأ النور في قلوبنا.
فالحكمة كل الحكمة أن نتحقق قبل أن نُصدّق، وأن نصون علاقتنا قبل أن تذوب في رجةٍ من رجات الوعاء.
فلنحذر ممن يهزّون الأوعية في حياتنا، فبعض الهزّات لا تُحدث صوتًا... لكنها تُحدث شرخًا لا يُرمَّم.
وحين نُدرك ذلك، سنكفّ عن مهاجمة بعضنا، وسنبدأ بمعرفة العدوّ الحقيقي: من أراد لنا أن نتخاصم ونحن نظن أننا نحمي أنفسنا منه.
نبحث عن السبب، فنشير بأصابعنا إلى بعضنا، غير مدركين أن هناك من هزّ الوعاء... فاختلطت الرؤى، وتبعثرت القلوب.
تخيّل أنك وضعت مئة نملة سوداء ومئة نملة حمراء في وعاء زجاجي، فبقيت ساكنة لا تؤذي بعضها، حتى إذا هززت الوعاء، اشتعلت الحرب بينها، كلٌّ يظن أن الآخر هو العدو، بينما العدو الحقيقي هو من حرّك الوعاء بيده.
وهكذا نحن، نهتزّ عند أول كلمة تُقال، وأول إشاعة تُنشر، وأول فتنة تُبثّ بيننا، فنثور على بعضنا، ونتناسى من أشعل الشرارة في الخفاء.
من الذي هزّ الوعاء بين الأخ وأخيه حتى أصبحا يتباعدان؟
من الذي هزّ الوعاء بين الزوجين حتى انطفأت المودّة وتحول الدفء إلى رماد؟
من الذي هزّ الوعاء بين الأصدقاء حتى صار الوصل خصومة، والابتسامة عبوسًا؟
قد لا يكون أحدنا هو المذنب، بل الكلمة التي سرت خلسة، أو الغيبة التي غزلت خيوطها في الظلام، أو مصلحةٍ دفعت صاحبها ليزرع بين القلوب شوكًا باسم النصيحة.
الفتنة لا تبدأ بصوتٍ عالٍ، بل بهزّةٍ خفيفةٍ تُربك الهدوء، فيتهاوى بعدها السلام كبيتٍ من رمل.
والمؤلم أننا نقف وسط المعركة، نحارب من نحب، بينما يهزّ أحدهم الوعاء مبتسمًا من بعيد.
قبل أن نحكم على أحد، قبل أن نغضب أو نقاطع أو نكسر الجسور التي بنيناها بالودّ، علينا أن نسأل أنفسنا:
من الذي هزّ الوعاء؟
ولمصلحة من؟
قد نجد أن العدو ليس أمامنا... بل حولنا، يتغذّى على خلافنا، ويكبر كلما انطفأ النور في قلوبنا.
فالحكمة كل الحكمة أن نتحقق قبل أن نُصدّق، وأن نصون علاقتنا قبل أن تذوب في رجةٍ من رجات الوعاء.
فلنحذر ممن يهزّون الأوعية في حياتنا، فبعض الهزّات لا تُحدث صوتًا... لكنها تُحدث شرخًا لا يُرمَّم.
وحين نُدرك ذلك، سنكفّ عن مهاجمة بعضنا، وسنبدأ بمعرفة العدوّ الحقيقي: من أراد لنا أن نتخاصم ونحن نظن أننا نحمي أنفسنا منه.