تكبر ملامحنا ويظهر بنا الشيب

بقلم : عامر آل عامر
تكبر ملامحنا دون أن نستأذن العمر، وتبدأ التفاصيل الصغيرة التي كانت تغيب في زحمة الحياة بالظهور، كأنها تريد أن تذكّرنا بأننا مررنا هنا، وأننا لم نعد كما كنا.
تبدو وجوهنا أكثر هدوءًا، لكنها ممتلئة بالحكايات، بالضحك الذي أخفينا صداه، وبالدمع الذي ابتلعناه كي لا يراه أحد.
تكبر ملامحنا لأننا لم نعد نركض وراء الحياة كما كنا نفعل، بل صرنا نُقبل عليها بخطى متأنية، مدركين أن الجمال في البقاء لا في السرعة.
الشيب الذي يزحف في رؤوسنا ليس علامة شيخوخة، بل أثر من آثار الصبر الطويل.
كل شعرة بيضاء هي صفحة من كتاب التجربة، خطّها الزمن بحبرٍ لا يُمحى، تشهد على ليالٍ من التفكير، وأيامٍ من الصبر، وقراراتٍ لم يكن اتخاذها سهلاً.
هو وسام لا يُمنح إلا لمن عاش، لمن نجا، لمن تعلّم أن الخسارة جزء من النضج، وأن كل وجع يترك خلفه بصيرة أعمق ونظرة أكثر صفاءً.
تكبر ملامحنا لأننا كبرنا من الداخل أولًا.
صرنا نعرف متى نتكلم ومتى نصمت، ومتى نغادر دون ضجيج.
صرنا نضحك لأنفسنا حين نتذكر كيف كنا نظن أن العالم يجب أن يكون كما نريد، ثم أدركنا أن العالم لا يتغير، لكننا نحن من نتغير لنفهمه ونحتويه.
أصبحنا أكثر تصالحًا مع فكرة الفقد، وأكثر قدرة على رؤية الجمال في الأشياء البسيطة التي كنا نتجاوزها دون التفات.
الشيب لا يطفئ بريق الروح، بل يزيدها وقارًا، كأنه يقول لنا إن الجمال لا ينتهي، بل يتحوّل.
هو يشبه فصل الخريف حين تتساقط أوراقه ببطء، لا لأنه يموت، بل لأنه يستعدّ لربيع جديد.
وهكذا نحن، حين يطلّ الشيب، نكون في أجمل مراحلنا، لأننا لم نعد نخاف الغد، ولم نعد نلهث خلف رضا الجميع، بل صرنا نبحث عن راحة البال، عن السلام الداخلي الذي لا يشترى ولا يُمنح، بل يُكتسب بالتجربة، بالصبر، وبالمرور على الطرق الوعرة دون أن نفقد أنفسنا.
تكبر ملامحنا لأننا عرفنا أن النقاء لا يُقاس بعدد السنوات، بل بقدرتنا على الحب رغم كل ما حدث.
صرنا نحب بصمت، ونعتذر بصدق، ونغفر دون إعلان، ونتمنى الخير حتى لمن خذلونا.
صرنا نرى الناس بقلوبنا لا بعيوننا، نميز الصادق من المزيف، والوفي من العابر، ونفهم أن العلاقات الحقيقية لا تحتاج إلى جهدٍ كي تبقى، بل إلى صدقٍ فقط.
تكبر ملامحنا لأن الحياة لم تكن سهلة، لكنها كانت معلمة عظيمة.
علمتنا أن لا ننتظر المقابل من أحد، وأن ما نزرعه من خير سيعود إلينا بطريقة ما، ولو بعد حين.
علمتنا أن بعض الأبواب تُغلق لتفتح لنا دروبًا لم نكن نراها، وأن بعض الأشخاص يرحلون ليخلوا المكان لمن يستحق البقاء.
ويظهر بنا الشيب، نعم، لكنه لا يُنقص منّا شيئًا.
بل هو تاج التجربة، وعنوان العمر الجميل، وهدية الوقت لمن عرف أن الحياة لا تُقاس بطولها، بل بما تركته فينا من بصمات.
ننظر في المرآة، فنرى وجوهًا غيّرها الزمن، لكنها تشبهنا أكثر من أي وقت مضى، لأننا أخيرًا صرنا نحن، بلا تكلّف، بلا أقنعة، بلا خوفٍ من نظرة أحد.
صرنا نعرف من نحب، وماذا نريد، ومتى نرحل، ومتى نبقى.
فما أجمل أن تكبر الملامح حين تبقى الروح شابة.
وما أروع أن يزهو الشيب حين تظلّ القلوب بيضاء.
وما أصدق أن نقول في النهاية:
لقد كبرنا، نعم، لكننا كبرنا بكرامة، بنقاء، وبحكمةٍ لا يمنحها إلا الزمن.
تبدو وجوهنا أكثر هدوءًا، لكنها ممتلئة بالحكايات، بالضحك الذي أخفينا صداه، وبالدمع الذي ابتلعناه كي لا يراه أحد.
تكبر ملامحنا لأننا لم نعد نركض وراء الحياة كما كنا نفعل، بل صرنا نُقبل عليها بخطى متأنية، مدركين أن الجمال في البقاء لا في السرعة.
الشيب الذي يزحف في رؤوسنا ليس علامة شيخوخة، بل أثر من آثار الصبر الطويل.
كل شعرة بيضاء هي صفحة من كتاب التجربة، خطّها الزمن بحبرٍ لا يُمحى، تشهد على ليالٍ من التفكير، وأيامٍ من الصبر، وقراراتٍ لم يكن اتخاذها سهلاً.
هو وسام لا يُمنح إلا لمن عاش، لمن نجا، لمن تعلّم أن الخسارة جزء من النضج، وأن كل وجع يترك خلفه بصيرة أعمق ونظرة أكثر صفاءً.
تكبر ملامحنا لأننا كبرنا من الداخل أولًا.
صرنا نعرف متى نتكلم ومتى نصمت، ومتى نغادر دون ضجيج.
صرنا نضحك لأنفسنا حين نتذكر كيف كنا نظن أن العالم يجب أن يكون كما نريد، ثم أدركنا أن العالم لا يتغير، لكننا نحن من نتغير لنفهمه ونحتويه.
أصبحنا أكثر تصالحًا مع فكرة الفقد، وأكثر قدرة على رؤية الجمال في الأشياء البسيطة التي كنا نتجاوزها دون التفات.
الشيب لا يطفئ بريق الروح، بل يزيدها وقارًا، كأنه يقول لنا إن الجمال لا ينتهي، بل يتحوّل.
هو يشبه فصل الخريف حين تتساقط أوراقه ببطء، لا لأنه يموت، بل لأنه يستعدّ لربيع جديد.
وهكذا نحن، حين يطلّ الشيب، نكون في أجمل مراحلنا، لأننا لم نعد نخاف الغد، ولم نعد نلهث خلف رضا الجميع، بل صرنا نبحث عن راحة البال، عن السلام الداخلي الذي لا يشترى ولا يُمنح، بل يُكتسب بالتجربة، بالصبر، وبالمرور على الطرق الوعرة دون أن نفقد أنفسنا.
تكبر ملامحنا لأننا عرفنا أن النقاء لا يُقاس بعدد السنوات، بل بقدرتنا على الحب رغم كل ما حدث.
صرنا نحب بصمت، ونعتذر بصدق، ونغفر دون إعلان، ونتمنى الخير حتى لمن خذلونا.
صرنا نرى الناس بقلوبنا لا بعيوننا، نميز الصادق من المزيف، والوفي من العابر، ونفهم أن العلاقات الحقيقية لا تحتاج إلى جهدٍ كي تبقى، بل إلى صدقٍ فقط.
تكبر ملامحنا لأن الحياة لم تكن سهلة، لكنها كانت معلمة عظيمة.
علمتنا أن لا ننتظر المقابل من أحد، وأن ما نزرعه من خير سيعود إلينا بطريقة ما، ولو بعد حين.
علمتنا أن بعض الأبواب تُغلق لتفتح لنا دروبًا لم نكن نراها، وأن بعض الأشخاص يرحلون ليخلوا المكان لمن يستحق البقاء.
ويظهر بنا الشيب، نعم، لكنه لا يُنقص منّا شيئًا.
بل هو تاج التجربة، وعنوان العمر الجميل، وهدية الوقت لمن عرف أن الحياة لا تُقاس بطولها، بل بما تركته فينا من بصمات.
ننظر في المرآة، فنرى وجوهًا غيّرها الزمن، لكنها تشبهنا أكثر من أي وقت مضى، لأننا أخيرًا صرنا نحن، بلا تكلّف، بلا أقنعة، بلا خوفٍ من نظرة أحد.
صرنا نعرف من نحب، وماذا نريد، ومتى نرحل، ومتى نبقى.
فما أجمل أن تكبر الملامح حين تبقى الروح شابة.
وما أروع أن يزهو الشيب حين تظلّ القلوب بيضاء.
وما أصدق أن نقول في النهاية:
لقد كبرنا، نعم، لكننا كبرنا بكرامة، بنقاء، وبحكمةٍ لا يمنحها إلا الزمن.