هيبة العمر

في الأول من أكتوبر، لا يحتفي العالم بالعمر بقدر ما يحتفي بالمسافة التي قطعها الإنسان نحو النضج، وبالوجوه التي حملت الذاكرة على ملامحها كما يحمل البحر أسرار الموج.
إنه اليوم الذي يتحدث فيه الزمن بصوتٍ مبحوحٍ من الشوق، يومٌ يضعنا أمام مرآةٍ نرى فيها وجوهَ من صاغوا الحاضر من عرق البدايات، من خطّوا بجهدهم أول السطور في كتاب الوطن والإنسان.
في أعين كبار السن، يسكن تاريخ لا يُروى بالكلمات، بل بالملامح التي قاومت الريح، وبالأيادي التي زرعت الحلم رغم وعورة الطريق.
هم ليسوا ماضٍ يُذكر، بل حاضرٌ نستنير به، ومستقبلٌ نرتقي بفكرهم نحوه.
وحين يجلس أحدهم صامتًا، فذاك الصمت ليس فراغًا… بل مكتبة من التجارب تغفو في الهدوء، تنتظر من يُنصت.
من قال إن الزمن يسلب؟
الزمن لا يأخذ إلا ما لا يستحق البقاء، أما الحكمة والوقار والمهابة فهي ثمارُ النضج التي لا تنضب.
كبار السن هم تلك اللحظة التي نكتشف فيها أن البطء ليس عجزًا، بل تأمّل، وأن التجاعيد ليست انكسارًا، بل توقيع التاريخ على وجهٍ عاش بصدق.
فيهم تُختصر فلسفة الصبر، ومعنى الإيثار، ومجد البقاء رغم تبدّل الوجوه، وفي ملامحهم نقرأ القصص التي لم تُكتب بعد، لأنهم عاشوها بدلًا من أن يكتبوها.
حين ينسى المجتمع شيوخه، يفقد روحه.
إنهم البوصلة التي تُعيدنا إلى الاتجاه الصحيح حين نضلّ في زحمة الحداثة.
ولذلك، فإن الاحتفاء بهم لا يكون بتصفيقٍ عابر، بل بوفاءٍ عميق، يُترجم في رعايةٍ صحيةٍ تُشبه الطمأنينة، وخدماتٍ تُعيد لهم قيمة الحضور، ومساحاتٍ تُمكّنهم من العطاء لا العزلة.
ليس اليوم العالمي لكبار السن مناسبةً تمرّ، بل عتبة ضميرٍ يجب أن تُفتح على مدار العام.
يومٌ يُذكّرنا أن من سبقونا في الدرب لم يكونوا مجرد عابرين، بل بنّائين حفروا أسمائهم في تراب الحياة بقلوبٍ من ذهب، وأن الوفاء لهم هو اختبار إنسانيتنا الحقيقي.
إلى كل كبير سن، إلى من أنضجته التجارب وعلّمته الأيام فنّ الصبر…
أنتم لستم ما تبقّى من الأمس، بل ما يُضيء الغد.
كل تجعيدةٍ في وجوهكم فصلٌ من رواية الوطن، وكل ابتسامةٍ منكم وصيّةُ حبٍ لا تذبل.
وفي يومكم نقول: أنتم عمرُ الأرض، وذاكرةُ القلب، وأجمل ما أبقاه الزمن.
إنه اليوم الذي يتحدث فيه الزمن بصوتٍ مبحوحٍ من الشوق، يومٌ يضعنا أمام مرآةٍ نرى فيها وجوهَ من صاغوا الحاضر من عرق البدايات، من خطّوا بجهدهم أول السطور في كتاب الوطن والإنسان.
في أعين كبار السن، يسكن تاريخ لا يُروى بالكلمات، بل بالملامح التي قاومت الريح، وبالأيادي التي زرعت الحلم رغم وعورة الطريق.
هم ليسوا ماضٍ يُذكر، بل حاضرٌ نستنير به، ومستقبلٌ نرتقي بفكرهم نحوه.
وحين يجلس أحدهم صامتًا، فذاك الصمت ليس فراغًا… بل مكتبة من التجارب تغفو في الهدوء، تنتظر من يُنصت.
من قال إن الزمن يسلب؟
الزمن لا يأخذ إلا ما لا يستحق البقاء، أما الحكمة والوقار والمهابة فهي ثمارُ النضج التي لا تنضب.
كبار السن هم تلك اللحظة التي نكتشف فيها أن البطء ليس عجزًا، بل تأمّل، وأن التجاعيد ليست انكسارًا، بل توقيع التاريخ على وجهٍ عاش بصدق.
فيهم تُختصر فلسفة الصبر، ومعنى الإيثار، ومجد البقاء رغم تبدّل الوجوه، وفي ملامحهم نقرأ القصص التي لم تُكتب بعد، لأنهم عاشوها بدلًا من أن يكتبوها.
حين ينسى المجتمع شيوخه، يفقد روحه.
إنهم البوصلة التي تُعيدنا إلى الاتجاه الصحيح حين نضلّ في زحمة الحداثة.
ولذلك، فإن الاحتفاء بهم لا يكون بتصفيقٍ عابر، بل بوفاءٍ عميق، يُترجم في رعايةٍ صحيةٍ تُشبه الطمأنينة، وخدماتٍ تُعيد لهم قيمة الحضور، ومساحاتٍ تُمكّنهم من العطاء لا العزلة.
ليس اليوم العالمي لكبار السن مناسبةً تمرّ، بل عتبة ضميرٍ يجب أن تُفتح على مدار العام.
يومٌ يُذكّرنا أن من سبقونا في الدرب لم يكونوا مجرد عابرين، بل بنّائين حفروا أسمائهم في تراب الحياة بقلوبٍ من ذهب، وأن الوفاء لهم هو اختبار إنسانيتنا الحقيقي.
إلى كل كبير سن، إلى من أنضجته التجارب وعلّمته الأيام فنّ الصبر…
أنتم لستم ما تبقّى من الأمس، بل ما يُضيء الغد.
كل تجعيدةٍ في وجوهكم فصلٌ من رواية الوطن، وكل ابتسامةٍ منكم وصيّةُ حبٍ لا تذبل.
وفي يومكم نقول: أنتم عمرُ الأرض، وذاكرةُ القلب، وأجمل ما أبقاه الزمن.