تايتانيك السعودية.. سفينة الفهد العالقة في بحر الشعيبة
إعداد وتصوير / خلود عبد الجبار
على امتداد الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، في مياه البحر الأحمر، ترسو سفينة أثارت فضول السكان والزوار منذ أكثر من ثلاثة عقود. يُطلق عليها «سفينة الفهد» أو «تايتانيك السعودية» لشبهها الكبير من حيث الحجم والشكل بسفينة تيتانيك الشهيرة. هذه السفينة المهجورة تحولت مع مرور الزمن إلى معلم بارز يجذب الأنظار ويثير التساؤلات حول تاريخها وظروف جنوحها، وكذلك حول مستقبلها وما يمكن أن تقدمه كوجهة سياحية وتراثية.
تقع السفينة على شاطئ الشعيبة جنوب مكة المكرمة بحوالي 90 كيلومتراً وعلى بُعد نحو 75 كيلومتراً من جدة، وتبتعد عن الشاطئ قرابة 350 متراً فقط. اسمها «الفهد»، وقد أصبحت معروفة بين السكان والزوار باسم «تايتانيك السعودية». ويعود تاريخ جنوحها إلى ما يقارب ثلاثة أو أربعة عقود، ويُرجّح أن السبب يعود إلى اصطدامها بالشعاب المرجانية، ما جعلها عالقة في موقعها حتى اليوم. ومع مرور السنين، تأثرت بالعوامل الطبيعية من تآكل وصدأ، وتجمّعت حولها الشعاب المرجانية، الأمر الذي جعل عملية إزاحتها أو نقلها شبه مستحيلة.
أهمية السفينة لا تكمن فقط في كونها بقايا باخرة مهجورة، بل أيضاً في موقعها المميز وسط بحر الشعيبة الذي عُرف قديمًا بمقبرة السفن، حيث واجهت العديد من السفن صعوبة في الإبحار والخروج منه. تحولت السفينة إلى مقصد للمصورين ومحبي المغامرات وعشاق الغوص، وأصبحت خلفية مثالية لصور احترافية ومحتوى بصري يجذب الاهتمام على منصات التواصل. جمال الطبيعة المحيطة بها من مياه صافية وشعاب مرجانية جعلها أيضًا وجهة مفضلة للرحلات البحرية والاكتشافات.
ورغم جاذبيتها، فإن السفينة تحمل تحديات عديدة. هيكلها المتهالك يشكل خطرًا على الزوار والغواصين، كما أن التآكل المستمر قد يؤدي إلى انهيارات مفاجئة. إضافة إلى ذلك، فإن بقايا المعادن والزيوت القديمة قد تمثل تهديدًا بيئيًا للشعاب المرجانية والكائنات البحرية القريبة منها. كما أن الغموض لا يزال يكتنف مسألة ملكيتها الرسمية، وهو ما يعقد أي خطط مستقبلية لإعادة ترميمها أو استثمارها سياحيًا.
لكن على الجانب الآخر، هناك فرص واعدة لتحويلها إلى وجهة سياحية منظمة، عبر تطوير مرافق آمنة تسمح للزوار بالاقتراب منها والتعرف على تاريخها، وتوفير برامج غوص ورحلات استكشافية بإشراف مختصين. كما يمكن أن تصبح السفينة نقطة محورية للتوعية بالتراث البحري في البحر الأحمر وبالأهمية التاريخية لميناء الشعيبة الذي كان ميناءً رئيسيًا لقوافل قريش قبل إنشاء ميناء جدة الحديث. كذلك تُعد السفينة مصدر إلهام للمصورين وصناع المحتوى، حيث تمنحهم مشاهد فريدة قلّ أن تُرى في مكان آخر.
سفينة الفهد أو تايتانيك السعودية ليست مجرد حطام يواجه مصيره في عرض البحر، بل هي جزء من ذاكرة المكان وقطعة من التاريخ البحري للمنطقة. إذا ما أُحسن استغلالها، قد تتحول إلى رمز سياحي وثقافي يعزز مكانة البحر الأحمر كوجهة عالمية، أما إذا تُركت لعوامل الطبيعة، فستظل قصة مثيرة تتناقلها الصور والذكريات حتى تختفي مع مرور الزمن
تقع السفينة على شاطئ الشعيبة جنوب مكة المكرمة بحوالي 90 كيلومتراً وعلى بُعد نحو 75 كيلومتراً من جدة، وتبتعد عن الشاطئ قرابة 350 متراً فقط. اسمها «الفهد»، وقد أصبحت معروفة بين السكان والزوار باسم «تايتانيك السعودية». ويعود تاريخ جنوحها إلى ما يقارب ثلاثة أو أربعة عقود، ويُرجّح أن السبب يعود إلى اصطدامها بالشعاب المرجانية، ما جعلها عالقة في موقعها حتى اليوم. ومع مرور السنين، تأثرت بالعوامل الطبيعية من تآكل وصدأ، وتجمّعت حولها الشعاب المرجانية، الأمر الذي جعل عملية إزاحتها أو نقلها شبه مستحيلة.
أهمية السفينة لا تكمن فقط في كونها بقايا باخرة مهجورة، بل أيضاً في موقعها المميز وسط بحر الشعيبة الذي عُرف قديمًا بمقبرة السفن، حيث واجهت العديد من السفن صعوبة في الإبحار والخروج منه. تحولت السفينة إلى مقصد للمصورين ومحبي المغامرات وعشاق الغوص، وأصبحت خلفية مثالية لصور احترافية ومحتوى بصري يجذب الاهتمام على منصات التواصل. جمال الطبيعة المحيطة بها من مياه صافية وشعاب مرجانية جعلها أيضًا وجهة مفضلة للرحلات البحرية والاكتشافات.
ورغم جاذبيتها، فإن السفينة تحمل تحديات عديدة. هيكلها المتهالك يشكل خطرًا على الزوار والغواصين، كما أن التآكل المستمر قد يؤدي إلى انهيارات مفاجئة. إضافة إلى ذلك، فإن بقايا المعادن والزيوت القديمة قد تمثل تهديدًا بيئيًا للشعاب المرجانية والكائنات البحرية القريبة منها. كما أن الغموض لا يزال يكتنف مسألة ملكيتها الرسمية، وهو ما يعقد أي خطط مستقبلية لإعادة ترميمها أو استثمارها سياحيًا.
لكن على الجانب الآخر، هناك فرص واعدة لتحويلها إلى وجهة سياحية منظمة، عبر تطوير مرافق آمنة تسمح للزوار بالاقتراب منها والتعرف على تاريخها، وتوفير برامج غوص ورحلات استكشافية بإشراف مختصين. كما يمكن أن تصبح السفينة نقطة محورية للتوعية بالتراث البحري في البحر الأحمر وبالأهمية التاريخية لميناء الشعيبة الذي كان ميناءً رئيسيًا لقوافل قريش قبل إنشاء ميناء جدة الحديث. كذلك تُعد السفينة مصدر إلهام للمصورين وصناع المحتوى، حيث تمنحهم مشاهد فريدة قلّ أن تُرى في مكان آخر.
سفينة الفهد أو تايتانيك السعودية ليست مجرد حطام يواجه مصيره في عرض البحر، بل هي جزء من ذاكرة المكان وقطعة من التاريخ البحري للمنطقة. إذا ما أُحسن استغلالها، قد تتحول إلى رمز سياحي وثقافي يعزز مكانة البحر الأحمر كوجهة عالمية، أما إذا تُركت لعوامل الطبيعة، فستظل قصة مثيرة تتناقلها الصور والذكريات حتى تختفي مع مرور الزمن