×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

نكتب لنُشفى أم لنُوجَع أكثر؟

نكتب لنُشفى أم لنُوجَع أكثر؟
بقلم : يزن حبيبي 
منذ أن خطّ الإنسان أول حروفه، لم تكن الكتابة مجرد وسيلة للتواصل، إنما فعل مقاومة ونافذة يطلّ منها على أعماق نفسه، فكل نص يدوَّن هو محاولة لفهم ما يعجز صاحبه عن قوله بصوتٍ مسموع.

يبقى السؤال حاضرًا: هل نكتب لنتحرر من أوجاعنا، أم أن الكتابة تزيد الجراح عمقًا؟

الكتابة فعل مزدوج؛ دواء وجرح في الوقت ذاته حين يفرغ المرء ما يثقل روحه على الورق، يشعر بانفراجٍ مؤقت ويستعيد شيئًا من توازنه في المقابل، العودة إلى النصوص تعني مواجهة لحظة الألم الأولى، واستدعاء صورٍ ما زالت حاضرة في الذاكرة.

ومع ذلك، تمنحنا الكتابة قيمة لا يمكن إنكارها: فهي تحوّل الألم إلى معنى، وتحوّل الجرح إلى نص بهذا الانتقال، تتحول التجربة من همّ شخصي ضيق إلى تجربة إنسانية يشاركها الآخرون، فتأخذ أبعادًا أوسع وتبقى شاهدة على ما مررنا به.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر