×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

خسوف القمر.. آية سماوية ومشهد للتأمل

خسوف القمر.. آية سماوية ومشهد للتأمل
بقلم : عامر آل عامر 
حين يكتسي القمر بحلّة من الظلال النحاسية في ليلة خسوفه، يعلو المشهد السماوي رهبة تُثير القلوب وتدعو العقول إلى التدبر في عظمة الخالق.
إنّه مشهد لا يتكرر كثيرًا، لكنه كلما حضر أطلّ على البشرية برسالة خفية: أن الكون يسير وفق نظام دقيق لا يختل، وأن خلف هذا الجمال والجلال قدرة إلهية مطلقة.
النظام الكوني الدقيق
خسوف القمر يحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب ظلّها ضوء الشمس عن سطحه، فيغدو القمر مظلمًا أو نحاسيّ اللون.
وتنوع الخسوف بين كلي وجزئي وشبه ظلي، لا يزيد إلا من وضوح دقة الحسابات الكونية التي أشار إليها الله في كتابه الكريم بقوله:
﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بِحُسْبَانٍ﴾ [الرحمن: 5].
آيات ربانية للتفكر
القرآن الكريم لم يغفل هذه الظواهر، بل عدّها من آيات الله العظمى، فقال سبحانه:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: 37].
فالمقصود من الخسوف والكسوف ليس التخويف لذاته، وإنما التذكير بأن هذا الكون كله بيد الله وتحت أمره.
هدي النبي ﷺ في الخسوف
جاء التوجيه النبوي الكريم واضحًا عند حدوث الخسوف، فقد قال رسول الله ﷺ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة".
وهكذا يتحول المشهد من مجرد متابعة فلكية إلى فرصة للخشوع والرجوع إلى الله.
رسالة الخسوف
إن خسوف القمر ليس ظاهرة فلكية فحسب، بل هو رسالة إيمانية عميقة، تذكّر الإنسان بصغر حجمه أمام عظمة الكون، وتدعوه للتأمل في بديع صنع الله.
وما أحوجنا أن نرفع أبصارنا إلى السماء وقلوبنا إلى الخالق، لنستشعر معنى قوله تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190].
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر