“تردّ القوم وما تردّ فنجال قهوة”

بقلم : علي عبيد الشمري
ما أكثرَ المواقفَ التي تعجز فيها الأفعال، وتضيق فيها السُّبل، ويقف فيها الإنسان أمام ضيفه لا يملك إلا القليل…
لكن، في بعض البيوت، يكفي أن يُصبّ فنجال قهوة،
ليُقال به ما تعجز عن قوله خطبُ البلغاء،
ويُردّ به الجميل، وإن قلّ الزاد، وضاقت الحال.
عبارةٌ سارت بها الركبان، وتناقلها الطيبون جيلًا بعد جيل:
“تردّ القوم وما تردّ فنجال قهوة”
مبدأٌ راسخ في طباع أهل الكرم؛
أولئك الذين إن قَصُرت أيديهم عن وفرة العطاء،
ما قصرت نفوسهم عن بذله، ولو بفنجالٍ واحد،
يُصبّ وفيه ماءُ الوجه، وحرارةُ النيّة،
وعزّةُ النفس، وثباتُ الموقف.
ما كان فنجال القهوة في بلاد العرب شرابًا يُقدَّم اعتباطًا،
وهو لا يزال عنوانًا للترحيب،
ووَثيقةَ محبة،
وشهادةَ حسن نيّة.
ولذلك، فإن من تعذّر عليه أن يردّ القوم بما يليق بهم،
لم يعجز عن أن يُقدّم لهم فنجالًا
يحتوي من الصدق والاحترام
ما لا تسعه الموائد.
فكم من فنجالٍ صغير جبر خاطرًا كبيرًا،
وكم من رشفةٍ حملت في طيّاتها اعتذارًا، أو عرفانًا،
أو ترحيبًا أبلغ من ألف عبارة.
نعم، قد تُردّ الوفود، وتُغلق الأبواب،
لكن الكرم الحقيقي…
لا يردّ فنجال القهوة.
تلك هي الفروسية المعنوية،
وذلك هو المجد الباقي في تفاصيل البسطاء؛
الذين يعرفون كيف يصنعون الهيبة من أبسط الأمور،
ويجعلون من القهوة سُفراء لنواياهم،
وبوّاباتٍ مشرعة لقلوبهم.
فطوبى لمن أكرم فنجاله،
وما ردّ ضيفه، وإن ردّ القوم.
لكن، في بعض البيوت، يكفي أن يُصبّ فنجال قهوة،
ليُقال به ما تعجز عن قوله خطبُ البلغاء،
ويُردّ به الجميل، وإن قلّ الزاد، وضاقت الحال.
عبارةٌ سارت بها الركبان، وتناقلها الطيبون جيلًا بعد جيل:
“تردّ القوم وما تردّ فنجال قهوة”
مبدأٌ راسخ في طباع أهل الكرم؛
أولئك الذين إن قَصُرت أيديهم عن وفرة العطاء،
ما قصرت نفوسهم عن بذله، ولو بفنجالٍ واحد،
يُصبّ وفيه ماءُ الوجه، وحرارةُ النيّة،
وعزّةُ النفس، وثباتُ الموقف.
ما كان فنجال القهوة في بلاد العرب شرابًا يُقدَّم اعتباطًا،
وهو لا يزال عنوانًا للترحيب،
ووَثيقةَ محبة،
وشهادةَ حسن نيّة.
ولذلك، فإن من تعذّر عليه أن يردّ القوم بما يليق بهم،
لم يعجز عن أن يُقدّم لهم فنجالًا
يحتوي من الصدق والاحترام
ما لا تسعه الموائد.
فكم من فنجالٍ صغير جبر خاطرًا كبيرًا،
وكم من رشفةٍ حملت في طيّاتها اعتذارًا، أو عرفانًا،
أو ترحيبًا أبلغ من ألف عبارة.
نعم، قد تُردّ الوفود، وتُغلق الأبواب،
لكن الكرم الحقيقي…
لا يردّ فنجال القهوة.
تلك هي الفروسية المعنوية،
وذلك هو المجد الباقي في تفاصيل البسطاء؛
الذين يعرفون كيف يصنعون الهيبة من أبسط الأمور،
ويجعلون من القهوة سُفراء لنواياهم،
وبوّاباتٍ مشرعة لقلوبهم.
فطوبى لمن أكرم فنجاله،
وما ردّ ضيفه، وإن ردّ القوم.