×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

القزحية.. بصمة كونية فريدة وتقنية حديثة تكشف أسرار العيون

بقلم - خلود عبدالجبار 
تُعد القزحية إحدى أكثر أجزاء العين فرادةً في جسم الإنسان، فهي تحمل تفاصيل دقيقة لا تتكرر من شخص إلى آخر، مما يجعلها أشبه ببصمة خاصة لا يمكن تقليدها حتى بين التوائم المتطابقة. وما يميزها أكثر هو تنوع ألوانها الذي يُضفي على العيون جمالًا استثنائيًا؛ فعلى الرغم من اختلاف درجات الألوان بين الأزرق والأخضر والرمادي والعسلي، يبقى اللون البني هو الأكثر انتشارًا حول العالم نتيجة لارتفاع نسبة صبغة الميلانين.
أما الألوان الفاتحة مثل الأزرق والرمادي فتنتج عن قلة هذه الصبغة، بينما يتشكل اللون الأخضر والعسلي من توازن مدهش بين كمية الميلانين وطريقة تشتت الضوء داخل القزحية، لتظهر العين كلوحة فنية طبيعية لا مثيل لها.
وقد أصبحت القزحية مجالًا مهمًا للبحث العلمي والتقني، حيث اعتمدت أنظمة التعرف البيومتري على تصويرها بدقة عالية باعتبارها وسيلة آمنة وموثوقة للتحقق من الهوية في المطارات والمؤسسات الحساسة.
ولم يتوقف الأمر عند الجانب الأمني والطبي، بل تجاوز ذلك إلى عالم الفن، حيث ظهرت تقنيات تصوير جديدة تكشف القزحية بأدق تفاصيلها عبر الإضاءة الموجهة والتصوير الرقمي المجهري، ليتم تحويلها إلى أعمال فنية معلقة في المعارض، كما لو أنها مجرات صغيرة تختزن أسرار الكون.
إن النظر إلى صور القزحية بهذه التقنية الحديثة لا يمنحنا فقط متعة بصرية مدهشة، بل يذكرنا أيضًا بفرادة الإنسان وجمال الاختلاف بين البشر. فالعيون لم تعد مجرد وسيلة للرؤية، بل نافذة إلى هوية بصرية متفردة تختزن في طياتها العلم والفن معًا، وتبرهن أن لكل إنسان لوحة داخلية لا تتكرر.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر