جدة التاريخية قلب نابض بالتراث وموقع عالمي يحتضن ذاكرة الحجاز
إعداد وتصوير _ خلود عبد الجبار تتوسط جدة التاريخية أو كما يسميها أهلها جدة البلد قلب المدينة الحديثة، لكنها ما زالت تحتفظ بروح الماضي وملامحه التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام. ويؤكد المؤرخون أن نقطة التحول الكبرى في تاريخها جاءت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 26هـ، عندما أمر باتخاذها ميناءً لمكة المكرمة، لتصبح منذ ذلك الوقت بوابة الحجاز البحرية، ومركزًا تجاريًا وثقافيًا يربط الجزيرة العربية بالعالم.
تضم المنطقة عددًا من المعالم التي صمدت أمام تقلبات الزمن، بدءًا من سور جدة التاريخي وبواباته، مرورًا بحاراتها العريقة مثل حارة المظلوم وحارة الشام وحارة اليمن وحارة البحر. كما تحتضن مساجد تحمل قيمة دينية ومعمارية فريدة، أبرزها: مسجد الشافعي، ومسجد عثمان بن عفان، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، وجامع الحنفي، وهي شواهد حية على امتداد الحضارة الإسلامية في قلب المدينة.
ولا تكتمل صورة جدة البلد من دون الحديث عن أسواقها الشعبية التي ما زالت نابضة بالحياة، مثل سوق العلوي وسوق البدو وسوق قابل، حيث تختلط أصوات الباعة برائحة التوابل والعطور، وحيث تُعرض الحرف التقليدية التي ورثها الحجازيون جيلًا بعد جيل. وقد شكّلت هذه الأسواق، ولا تزال، شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
وقد حظيت جدة التاريخية بمكانتها العالمية حين أدرجتها اليونسكو عام 2014 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، تقديرًا لقيمتها الثقافية والمعمارية. وجاءت التوجيهات الملكية لتعزيز هذا الاعتراف الدولي، إذ أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز في يونيو 2018 أمرًا بإنشاء إدارة خاصة لمشروع جدة التاريخية تحت إشراف وزارة الثقافة وبميزانية مستقلة، بناءً على ما رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي إطار الحفاظ على هذا الإرث الفريد، وُجهت مبادرات لترميم المباني الآيلة للسقوط، كان أبرزها دعم ولي العهد في مايو 2019 لترميم 56 مبنى بمبلغ 50 مليون ريال سعودي كمرحلة أولى، ثم إعلان وزارة الثقافة في مارس 2024 عن اكتمال مشروع تدعيم وإنقاذ مجموعة من المباني التراثية، التي تحمل عناصر معمارية أصيلة تحاكي تاريخ البحر الأحمر والجزيرة العربية.
وتبلغ المساحة التقريبية لداخل سور جدة التاريخي نحو 1.5 كيلومتر مربع، وتظل حتى اليوم حاضنةً للحياة التقليدية بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية. فبين جدرانها وأزقتها الضيقة ما زال عبق الماضي حاضرًا، وما زالت حكايات التجار والبحارة والأهالي تتردد كأنها لم تغب يومًا.
بهذا الإرث الثري، تبقى جدة التاريخية أكثر من مجرد موقع أثري؛ إنها شاهد حي على تمازج الثقافات، وجسر يربط الماضي بالحاضر، ورمز للهوية السعودية التي تعتز بتاريخها وتنفتح على العالم
تضم المنطقة عددًا من المعالم التي صمدت أمام تقلبات الزمن، بدءًا من سور جدة التاريخي وبواباته، مرورًا بحاراتها العريقة مثل حارة المظلوم وحارة الشام وحارة اليمن وحارة البحر. كما تحتضن مساجد تحمل قيمة دينية ومعمارية فريدة، أبرزها: مسجد الشافعي، ومسجد عثمان بن عفان، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، وجامع الحنفي، وهي شواهد حية على امتداد الحضارة الإسلامية في قلب المدينة.
ولا تكتمل صورة جدة البلد من دون الحديث عن أسواقها الشعبية التي ما زالت نابضة بالحياة، مثل سوق العلوي وسوق البدو وسوق قابل، حيث تختلط أصوات الباعة برائحة التوابل والعطور، وحيث تُعرض الحرف التقليدية التي ورثها الحجازيون جيلًا بعد جيل. وقد شكّلت هذه الأسواق، ولا تزال، شريان الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
وقد حظيت جدة التاريخية بمكانتها العالمية حين أدرجتها اليونسكو عام 2014 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، تقديرًا لقيمتها الثقافية والمعمارية. وجاءت التوجيهات الملكية لتعزيز هذا الاعتراف الدولي، إذ أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز في يونيو 2018 أمرًا بإنشاء إدارة خاصة لمشروع جدة التاريخية تحت إشراف وزارة الثقافة وبميزانية مستقلة، بناءً على ما رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي إطار الحفاظ على هذا الإرث الفريد، وُجهت مبادرات لترميم المباني الآيلة للسقوط، كان أبرزها دعم ولي العهد في مايو 2019 لترميم 56 مبنى بمبلغ 50 مليون ريال سعودي كمرحلة أولى، ثم إعلان وزارة الثقافة في مارس 2024 عن اكتمال مشروع تدعيم وإنقاذ مجموعة من المباني التراثية، التي تحمل عناصر معمارية أصيلة تحاكي تاريخ البحر الأحمر والجزيرة العربية.
وتبلغ المساحة التقريبية لداخل سور جدة التاريخي نحو 1.5 كيلومتر مربع، وتظل حتى اليوم حاضنةً للحياة التقليدية بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية. فبين جدرانها وأزقتها الضيقة ما زال عبق الماضي حاضرًا، وما زالت حكايات التجار والبحارة والأهالي تتردد كأنها لم تغب يومًا.
بهذا الإرث الثري، تبقى جدة التاريخية أكثر من مجرد موقع أثري؛ إنها شاهد حي على تمازج الثقافات، وجسر يربط الماضي بالحاضر، ورمز للهوية السعودية التي تعتز بتاريخها وتنفتح على العالم