اختر مجلسك... فأنت مرآة من تصاحب

بقلم : عامر آل عامر
تشكل المجالس – سواء التقليدية منها أو الرقمية – مساحةً لصياغة الفكر وتبادل الرؤى، غير أن قيمتها لا تُقاس بعدد روادها أو كثرة أحاديثها، بل بقدرتها على إغناء العقول وتهذيب النفوس. ومن هنا يبرز السؤال الجوهري: أيُّ المجالس نختار، وأيها نهجر؟
أولاً: المجالس العقيمة وخطرها
يظن البعض أن الابتعاد عن مخالطة أصحاب الفكر المحدود نوع من الغرور، بينما الحقيقة أنه ضرورة لحماية الفكر من الانحدار إلى دوائر الجدل والفراغ. فالمجالس التي يغلب عليها القيل والقال لا تنتج سوى السطحية، وتشبه نافخ الكير الذي لا يجلب إلا الدخان والضرر.
وتكمن الخطورة في المداومة على حضور مثل هذه المجالس، إذ يذوب المرء تدريجيًا في محيطها حتى يخفت بريقه دون أن يشعر، فيصبح أسيرًا لبيئة لا تعطي ولا تضيف.
ثانيًا: التحول الرقمي وصورة "الواتساب"
لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على المجالس التقليدية، بل انتقلت إلى فضاءات رقمية مثل مجموعات "واتساب"، التي تجمع الصالح والطالح في دائرة واحدة.
وفيها قد تندلع شرارات الخلاف من رسالة عابرة أو كلمة مُؤولة، فتُحدث فجوة بين الأفراد وتزرع بذور الخصام.
لكن في المقابل، أثبتت بعض العائلات والمجتمعات قدرتها على استثمار هذه المجموعات في البناء والتكامل، عبر نشر رسائل التوعية، وتنظيم مبادرات التكافل، ومساعدة المحتاجين، وتعزيز قيم التعاون.
وهنا يظهر الفرق بين من يحسن التوظيف، ومن يجعلها ساحة للفوضى.
ثالثًا: الدرس المستفاد
التحليل يقودنا إلى أن جوهر القضية ليس في وجود المجالس أو المجموعات بحد ذاتها، بل في نوعية المشاركين والرسائل المتداولة فيها.
فالبيئة التي تُثري العقل وتنشر النفع هي استثمار في المستقبل، أما البيئات العقيمة فهي عبء يبدد الوقت والطاقة.
الخاتمة
إن اختيار المجالس ليس تفصيلًا عابرًا في الحياة اليومية، بل قرار استراتيجي يحدد مسار الفكر ونوعية العلاقات. فانتقِ مجلسك كما تنتقي أثمن ما تملك، واحرص على أن يكون رفيقك من يرفع همتك ويغذي عقلك.
فإنك في النهاية مرآة من تُجالس وصدى من تُصاحب.
أولاً: المجالس العقيمة وخطرها
يظن البعض أن الابتعاد عن مخالطة أصحاب الفكر المحدود نوع من الغرور، بينما الحقيقة أنه ضرورة لحماية الفكر من الانحدار إلى دوائر الجدل والفراغ. فالمجالس التي يغلب عليها القيل والقال لا تنتج سوى السطحية، وتشبه نافخ الكير الذي لا يجلب إلا الدخان والضرر.
وتكمن الخطورة في المداومة على حضور مثل هذه المجالس، إذ يذوب المرء تدريجيًا في محيطها حتى يخفت بريقه دون أن يشعر، فيصبح أسيرًا لبيئة لا تعطي ولا تضيف.
ثانيًا: التحول الرقمي وصورة "الواتساب"
لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على المجالس التقليدية، بل انتقلت إلى فضاءات رقمية مثل مجموعات "واتساب"، التي تجمع الصالح والطالح في دائرة واحدة.
وفيها قد تندلع شرارات الخلاف من رسالة عابرة أو كلمة مُؤولة، فتُحدث فجوة بين الأفراد وتزرع بذور الخصام.
لكن في المقابل، أثبتت بعض العائلات والمجتمعات قدرتها على استثمار هذه المجموعات في البناء والتكامل، عبر نشر رسائل التوعية، وتنظيم مبادرات التكافل، ومساعدة المحتاجين، وتعزيز قيم التعاون.
وهنا يظهر الفرق بين من يحسن التوظيف، ومن يجعلها ساحة للفوضى.
ثالثًا: الدرس المستفاد
التحليل يقودنا إلى أن جوهر القضية ليس في وجود المجالس أو المجموعات بحد ذاتها، بل في نوعية المشاركين والرسائل المتداولة فيها.
فالبيئة التي تُثري العقل وتنشر النفع هي استثمار في المستقبل، أما البيئات العقيمة فهي عبء يبدد الوقت والطاقة.
الخاتمة
إن اختيار المجالس ليس تفصيلًا عابرًا في الحياة اليومية، بل قرار استراتيجي يحدد مسار الفكر ونوعية العلاقات. فانتقِ مجلسك كما تنتقي أثمن ما تملك، واحرص على أن يكون رفيقك من يرفع همتك ويغذي عقلك.
فإنك في النهاية مرآة من تُجالس وصدى من تُصاحب.