×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

رجال ألمع .. حكاية عشق كتبتها الطبيعة بمداد النور

رجال ألمع .. حكاية عشق كتبتها الطبيعة بمداد النور
بقلم ✍️ : عامر آل عامر 
في قلب عسير، حيث تتعانق الجبال مع الغيم، وتتناثر القرى على السفوح كعقدٍ من نور، تشرق رجال ألمع كأنها قصيدة معلقة على صدر الطبيعة. ليست مجرد مكان، بل حالة عشق تُغني الروح وتُنعش الوجدان.
هنا تعزف الطبيعة سيمفونيتها الخاصة؛ همسات الريح، تغريد الطيور، خرير المياه، كلها تشكّل أوركسترا فريدة تُعيد إلى القلب سكينته وإلى النفس بهجتها.
في حضرة هذا الجمال يذوب الكلام، ويصمت العقل، لتبقى للقلب كلماته الخاصة التي لا تُقال، بل تُحس.
رجال ألمع ليست قريةً أو محافظةً وحسب، بل لوحة باذخة الألوان تستحضر عبق الماضي وتحتضن جمال الحاضر. إنها مزيج من أصالة التاريخ وحداثة الروح، ومن دفء الإنسان وكرم المكان.
ولعل القرية التراثية في رجال ألمع شاهد على هذا التمازج، بما تحويه من بيوت طينية شامخة تعانق السماء، وجدران حجرية تروي قصص الأجداد، وأزقة ضيقة تفوح منها رائحة الزمن الجميل.
هنا يجد الزائر نفسه محاطًا بعبق التاريخ، متذوقًا طعم البساطة الذي نفتقده في صخب المدن.
أما متحف رجال ألمع، فيُعد نافذةً مفتوحة على حضارة ممتدة، إذ يحوي بين جنباته مئات القطع النادرة التي تحكي عن الفنون الشعبية، وعن الحرف اليدوية التي صاغت تفاصيل حياة الناس لقرون طويلة.
إنه ليس متحفًا جامدًا، بل ذاكرة حيّة تحفظ الروح الأصيلة للمنطقة.
وللطبيعة حضور آخر، فالمزارع الخضراء، والوديان التي تحتضن السيول، والجبال المكسوة بأشجار العرعر والسدر، تمنح الزائر إحساسًا بالخلود والطمأنينة.
ومن يعتلي القمم الشاهقة في رجال ألمع، يرى العالم من علٍ كلوحة فسيفسائية مرسومة بريشة خالق عظيم.
من يزور رجال ألمع لا يعود كما كان؛ إذ تترك في داخله أثرًا لا يُمحى، وتجعل من تفاصيلها نافذةً يطل منها على ذاته، ليجد في جمالها مرآةً تُعيد تشكيل روحه، وتفتح أمامه دروب الأمل والانطلاق.
رجال ألمع هي قصة عشق متجددة، كتبتها الطبيعة بمداد النور، ليبقى حضورها شاهدًا على أن الجمال حين يتجسد في أرضٍ وإنسان، يتحول إلى خلودٍ يسكن القلوب.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر