×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

من مضخة حرب إلى معلم حضاري.. سر نافورة الملك فهد

من مضخة حرب إلى معلم حضاري.. سر نافورة الملك فهد
بقلم / خلود عبد الجبار 
في أحد أيام الصيف، وبينما كنا نستمتع بإجازتنا على ساحل جدة، أشار ابني بعينيه نحو البحر وسألني بحماس: “ما هذه النافورة التي ترتفع إلى السماء؟”. ابتسمت وقلت له: “هذه نافورة الملك فهد، أطول نافورة في العالم”.
تقع النافورة على الساحل الغربي للسعودية، قبالة شواطئ مدينة جدة، ويبلغ ارتفاعها 312 مترًا، ما يعادل ناطحة سحاب من 100 طابق، وقد دخلت موسوعة غينيس كأعلى نافورة من نوعها عالميًا. في اللحظة الواحدة، يقفز في الهواء أكثر من 18 طنًا من الماء، ويمكن رؤيتها من أي مكان في المدينة تقريبًا.
وراء هذا المعلم الشهير قصة مثيرة؛ فقد كانت المضخة المستخدمة جزءًا من تجهيزات حربية اشترتها المملكة خلال حرب عام 1973، ثم تحولت فيما بعد إلى مشروع حضاري أهداه الملك فهد بن عبدالعزيز لمدينة جدة، حيث بدأت أعمال الإنشاء بين عامي 1980 و1983، وتم تشغيل النافورة رسميًا عام 1985.
صممت قاعدتها على شكل مبخرة عربية ترمز إلى عراقة المنطقة، وتضخ مياه البحر مباشرة، وهو ما تطلب إجراءات دقيقة للحماية من التآكل، فتمر المياه عبر عدة مرشحات لتنقيتها من الرمال والشوائب قبل الضخ. أما ليلها، فيسطع بـ500 كشاف ضوئي فائق القدرة، مثبتة بعناية على جزر خاصة لتتحمل سقوط آلاف الأطنان من الماء، فتظهر النافورة كنبض ضوءٍ وماءٍ يزين أفق جدة بلا توقف
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر