الذكاء الاجتماعي في عصر الذكاء الاصطناعي

بقلم / غيداء بادريق
في زمن تتسارع فيه التقنية وتتقدم الآلات بخطى مذهلة، يبرز الذكاء الاجتماعي كقيمة إنسانية سامية لا يمكن أن تُستبدل أو تُبرمج. إنه فن الفهم العميق للناس، والتعامل الراقي مع اختلافاتهم، واستيعاب مشاعرهم وسلوكياتهم.
وفي عصر التفاعل الافتراضي وتباعد القلوب رغم قرب المسافات، يبقى الإنسان الذكي اجتماعيًا هو القادر على بناء جسور التواصل، وتحقيق التأثير، وترك الأثر الطيب في النفوس.
الذكاء الاجتماعي لا يعني المجاملة أو التودد المصطنع، بل يتجلى في مهارات راسخة تنبع من الفهم والإدراك والرقي:
فهم الآخرين: هو فنّ الإصغاء العميق لا مجرد السمع، والقراءة الصامتة لما تخفيه ملامح الوجوه، ونبضات الجسد، ونبرات الصوت؛ فالعاقل لا يكتفي بالكلمات، بل يلتقط ما بين السطور وما خلف النظرات.
التحكم في الذات: أن تمتلك زمام نفسك عند الغضب، فتُمسك بلسانك حين يثور غيرك، وتُحسن الردّ حين يَشتد الجدال. هو سلوك الحكماء، الذين يطفئون نار الخلاف بهدوء الاتزان، لا بانفعال الندم.
الثقة بالنفس: هي وقار داخلي لا يُصرَّح به، يظهر في الحضور، ويتجلّى في القول، فلا يتصنّع صاحبها، ولا يعلو صوته ليُثبت نفسه، بل يحاور بأدب، ويختلف بذوق، ويعلم أن الكلمة الطيبة أقوى من الصراخ.
لغة الحوار الفعّال: هي البلاغة التي تُقنع دون إسراف، وتُطمئن دون مبالغة، وتُداوي الجراح دون أن تُلامسها بقسوة. هي أن تقول ما يجب، لا ما يُقال، في الوقت الذي تسمعه القلوب لا الآذان.
كيف أكون ذكيًا اجتماعيًا؟
أن أضع نفسي مكان الآخرين قبل أن أحكم عليهم.
أن أتعامل مع كل إنسان وكأنه عالمٌ مستقلّ يستحق الفهم لا التغيير.
أن أستبدل الغضب بالهدوء، واللوم بالتفهّم، والحكم بالتقدير.
كيف أوظف ذكائي الاجتماعي في مرضاة الله؟
هنا يتجلى السمو الحقيقي لهذا النوع من الذكاء، حين يصبح أداة لكسب الأجر والارتقاء الروحي:
الابتسامة: صدقة يُؤجر عليها المسلم، وهي أبسط صور الذكاء الاجتماعي وأعظمها أثرًا.
الإصلاح بين الناس: من أعظم القربات إلى الله، قال تعالى:
> "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ" [النساء: 114]
فمن يسعى بحكمة لتقريب وجهات النظر، وتهدئة النفوس، هو ذكي اجتماعيًا، مأجور شرعيًا.
كظم الغيظ والعفو: وهما من أعلى درجات الذكاء الاجتماعي والخلقي، يقول الله تعالى:
> "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" [آل عمران: 134]
إن الذكاء الاجتماعي ليس مجرد مهارة حياتية، بل عبادة راقية، وميدان رحب لنيل رضا الله وتعميق روابط الإنسانية .
وفي عصر التفاعل الافتراضي وتباعد القلوب رغم قرب المسافات، يبقى الإنسان الذكي اجتماعيًا هو القادر على بناء جسور التواصل، وتحقيق التأثير، وترك الأثر الطيب في النفوس.
الذكاء الاجتماعي لا يعني المجاملة أو التودد المصطنع، بل يتجلى في مهارات راسخة تنبع من الفهم والإدراك والرقي:
فهم الآخرين: هو فنّ الإصغاء العميق لا مجرد السمع، والقراءة الصامتة لما تخفيه ملامح الوجوه، ونبضات الجسد، ونبرات الصوت؛ فالعاقل لا يكتفي بالكلمات، بل يلتقط ما بين السطور وما خلف النظرات.
التحكم في الذات: أن تمتلك زمام نفسك عند الغضب، فتُمسك بلسانك حين يثور غيرك، وتُحسن الردّ حين يَشتد الجدال. هو سلوك الحكماء، الذين يطفئون نار الخلاف بهدوء الاتزان، لا بانفعال الندم.
الثقة بالنفس: هي وقار داخلي لا يُصرَّح به، يظهر في الحضور، ويتجلّى في القول، فلا يتصنّع صاحبها، ولا يعلو صوته ليُثبت نفسه، بل يحاور بأدب، ويختلف بذوق، ويعلم أن الكلمة الطيبة أقوى من الصراخ.
لغة الحوار الفعّال: هي البلاغة التي تُقنع دون إسراف، وتُطمئن دون مبالغة، وتُداوي الجراح دون أن تُلامسها بقسوة. هي أن تقول ما يجب، لا ما يُقال، في الوقت الذي تسمعه القلوب لا الآذان.
كيف أكون ذكيًا اجتماعيًا؟
أن أضع نفسي مكان الآخرين قبل أن أحكم عليهم.
أن أتعامل مع كل إنسان وكأنه عالمٌ مستقلّ يستحق الفهم لا التغيير.
أن أستبدل الغضب بالهدوء، واللوم بالتفهّم، والحكم بالتقدير.
كيف أوظف ذكائي الاجتماعي في مرضاة الله؟
هنا يتجلى السمو الحقيقي لهذا النوع من الذكاء، حين يصبح أداة لكسب الأجر والارتقاء الروحي:
الابتسامة: صدقة يُؤجر عليها المسلم، وهي أبسط صور الذكاء الاجتماعي وأعظمها أثرًا.
الإصلاح بين الناس: من أعظم القربات إلى الله، قال تعالى:
> "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ" [النساء: 114]
فمن يسعى بحكمة لتقريب وجهات النظر، وتهدئة النفوس، هو ذكي اجتماعيًا، مأجور شرعيًا.
كظم الغيظ والعفو: وهما من أعلى درجات الذكاء الاجتماعي والخلقي، يقول الله تعالى:
> "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" [آل عمران: 134]
إن الذكاء الاجتماعي ليس مجرد مهارة حياتية، بل عبادة راقية، وميدان رحب لنيل رضا الله وتعميق روابط الإنسانية .