×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

بأمر الملك... أنت خادم لي!

بأمر الملك... أنت خادم لي!
 
بعض مسؤولي الجهات الخدمية يتعاملون مع مقاعدهم كأنها أملاك خاصة، وكأن اسم الجهة محفور في سجلّ العائلة بجانب اسم الجدّ! يَغضب إذا انتُقد أداء المؤسسة، ويثور إن وُجّهت ملاحظة بسيطة على ضعف الخدمة، وكأن المواطن تجرأ على "وقف" أهله وليس على مرفق عام.

يا سعادة المسؤول، بأمر الملك... أنت خادم لي كمواطن.
نعم، بكل بساطة ووضوح، الملك – حفظه الله – عيّنك في هذا الموقع لتخدم المواطنين، لا لتنتفخ وتتوتر كلما تكلّم الناس عن سوء الطرق، أو رداءة الكهرباء، أو غياب الماء، أو فشل النظام الإلكتروني.

حين نقول "خادم"، لا نقصد إهانة. بل نعيدك للحقيقة التي ربما نسيتها خلف عازل سيارتك الفارهة أو في مكتبك البارد.
خادم الخدمة، خادم المواطن، خادم الوطن.
وإن لم تحتمل النقد، فالمجال مفتوح: قدّم استقالتك وارتح.

أما أن تبقى مسؤولًا وتمارس دور المتفرّد المتسلّط على الناس، فهذا غير مقبول لا نظامًا ولا أخلاقًا ولا مواطنة.
نقدنا ليس شخصيًا.
لا يهمّنا من أنت، بل ما تقدّمه.
وإن اعتبرت انتقاد الخدمات تطاولًا على مقامك السامي، فاسمح لنا أن نذكّرك:
الكرسي الذي تجلس عليه ملك للشعب، وليس لوالدك.

وليس من المهنية أبدًا الاتصال والضغط على الأشخاص أو التوسّط لحذف مقال أو تقرير انتقد أداء الجهة التي تمثّلها؛ بل من المهنية والاحتراف الردّ عبر المركز الإعلامي الرسمي التابع للجهة التي تمثلها بنفي ما نُشر، أو التوجّه إلى القسم القانوني لمقاضاة من ترى أنه أخطأ بحق الجهة.

هكذا تُمارَس الشفافية، وهكذا يُصان حق الرد، أما الضغوط الخلفية فهي لغة العاجز وليست سلوك القادة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر