×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

كنتُ أظن...!!!

بقلم / حنان الشريف 
كنتُ أظن أن لمشاعري في قلبك مكانًا آمنًا،
وأنك حين أغضب أو أحزن، ستجتهد في
مداواة جروحي،
ستسابق اللحظات، ستطفئ خوفي بكلمة، ستجمع شتاتي بنظرة،
ستكون لي ملاذًا، كما كنتُ لك دائمًا.

كنتُ أعد الأيام، يومًا بعد يوم، أتحراك، أختبر المسافات،
أغضب، أتجاهل، ثم أعود، أقاسمك ذاتي،
أمنحك أكثر مما ينبغي، أراك أكثر مما يجب،
ظننتك مشغولًا بي، منشغلًا بمستقبل يضمنا،
أحصي الساعات، أراقب أحلامي وهي تنسج خيوطها حولك،
تتسارع نبضاتي حين أراك، ثم تهدأ حين تهمس لي أنك ما زلت هنا.

كنتُ أعتقد...
أنك ستجتاز المسافات لأجلي دون تردد،
أنك لن تتركني على حافة الانتظار،
أنك ستجعلني الأولوية، لا احتمالًا بعيدًا، ولا خيارًا ثانويًا.

كان الشاعر يقول:
"كنت أظن إنك تقاسمني من الفرحه رغيف!"
وكنتُ أظن أنك ستشاركني لحظات السعادة،
كأنك تقتسم معي اللقمة، كأنك تسرق مني الضحكة لتجعلها لك.

لكن... خاب الظن!!!
مرة... مرتين... حتى أصبح الخذلان عادة،
حتى صار البعد بيننا أوسع من أن يُرمّم،
حتى أصبحتُ وحيدًا في مساحةٍ كنتُ أظنها لنا.

"وسابني بين إزعلي والظن وحدي... يالطيف!"
تركتني أقاتل الظنون وحدي،
أتخبط بين الاحتمالات، بين أسئلة لا تملك أجوبة،
بين صمتك الذي أثقل روحي، وبين حزني الذي لم تعبأ به.

كنتَ الضوء في عز الظلام...
كنتَ الفتيل الذي يشعل الأمل حين يخذلني العالم،
كنتَ الدفء حين تسكنني برودة الأيام،
كنتَ النبض الذي يوقظ الحياة في داخلي،
حتى خذلتني ورحلت.

كنتَ ملجأي...
حين أرهقتني الحياة، كنتَ حضنًا آمنًا،
كنتَ صوتًا يهدّئ ضجيج خوفي،
كنتُ أجمع بقايا عطرك في زوايا الحنين،
"وتختفي لا ابتدا الشفق ولا بانت أطراف الشمس..."
كنتُ أحاول في كل مرة أن نبدأ من جديد،
أن نمحو ما كُسر، أن ننسج الحلم من رماده،
لكن مع كل فجر... كنتَ تتلاشى، كأنك لم تكن،
كأنك كنتَ سرابًا، حلمًا ناقصًا، ظلًا بلا ملامح.

والهواجيس لا تعترف بالزمن...
تتسلل مع الليل، تحمل معها رائحة الذكرى،
تخدش القلب، تتلذذ بالعنف،
مشاعر الشوق خنجر يلتف حول روحي،
أحاول أن أرتق المسافات، أن أرتب الفوضى،
أن أعزف اللحن ذاته، أن أبحث عنك بين الأسطر،
لكن...
الريح تأتي بلا إنذار، تحمل معها ما تبقى،
تترك خلفها صمتًا طويلًا،
وجرحًا لا يندمل،
وحكاية... بلا نهاية.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر