×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

جيل الطيبين: جيل العطاء والإنجاز

جيل الطيبين: جيل العطاء والإنجاز
بقلم / موضي العمراني 
يمر الإنسان بمراحل عمرية تشكل هويته وتسجل بصمته في صفحات التاريخ، ولكن هناك أجيال تميزت عن غيرها، وتركت أثراً لا يُمحى في مسيرة الأوطان.
من بين هذه الأجيال، يبرز جيل السبعينات والثمانينات والتسعينات، الذي أُطلق عليه لقب “جيل الطيبين”، وهو الجيل الذي نشأ في ظروف مختلفة، لكنه استطاع التأقلم مع تحديات الحياة، متسلحًا بالقيم والمبادئ، وصانعًا لجيل جديد يواصل مسيرة البناء والتطوير.
لقد عاش هذا الجيل في مرحلة انتقالية، حيث شهد تطور التكنولوجيا، وواكب التحولات الكبرى في المجتمعات العربية، وعاصر فترات الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية.
وبرغم ذلك، استطاع أن يتغلب على التحديات ويصنع من المحن فرصًا للنهوض والازدهار.
لم تكن الحياة سهلة، لكن قوة الإرادة، والصبر، والإصرار على النجاح، جعلت منهم جيلًا قادرًا على بناء الأوطان والمساهمة في نهضتها.
ما يميز “جيل الطيبين” هو تمسكه بالقيم الأصيلة، مثل الاحترام، الوفاء، الإخلاص، والتكاتف الاجتماعي.
فقد كانوا ينشؤون في بيئة تعزز روح الجماعة، حيث الجار للجار، والصديق سند لصديقه، والأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع.
لم تكن التكنولوجيا الحديثة قد غزت حياتهم بعد، فكانوا يعتمدون على الحوار المباشر، والتواصل الحقيقي، ويعيشون حياة مليئة بالبساطة والرضا.
ورغم قلة بعض الموارد، استطاع هذا الجيل تحقيق إنجازات عظيمة في مختلف المجالات، من التعليم إلى الاقتصاد، ومن الهندسة إلى الفنون، ومن الرياضة إلى السياسة.
كان جيلًا لا يعرف المستحيل، بل يسعى دائمًا للابتكار والإبداع، ووضع بصمته في بناء مستقبل مشرق لأوطانه.
كانوا ولا زالوا نموذجًا يُحتذى به في الصبر والتحدي، حيث لم تكن الحياة سهلة، لكنهم تعلموا كيف يجعلونها أفضل.
اليوم، ونحن نعيش في عالم متسارع التطور، علينا ألا ننسى فضل هذا الجيل، فهم الذين مهدوا الطريق للأجيال الجديدة، وأرسوا دعائم النهضة التي ننعم بها اليوم.
هم المعلمون، والمهندسون، والأطباء، والعلماء، الذين عملوا بلا كلل من أجل بناء وطن قوي متماسك. نرفع لهم القبعة احترامًا وتقديرًا، فهم جيل العطاء والإخلاص، جيل القيم والمبادئ، جيل لا يتكرر.
إلى جيل الطيبين، أنتم رمز الوفاء، وشعلة النور التي أنارت دروب المستقبل، أنتم العظماء الذين حملوا راية الوطن بعزيمة وإخلاص، وستظل ذكراكم محفورة في تاريخ أمجاد الأمة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر