#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الألعاب الإلكترونية خطر قائم .. تفكك أسري وأضرار صحية

الألعاب الإلكترونية خطر قائم .. تفكك أسري وأضرار صحية
تقرير محمد مفرق _ رجال ألمع: 
يشكّل الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية حالة من الخطر المحدق بالأطفال وحتى فئة الشباب ممن وصل مراحل متقدمة من الإدمان في استخدامها . مما جعل هذا الأمر يزيد خطورة على المجتمع والأسر بشكل كبير جداً .


صحيفة الحقيقة طرحت أضرار وخطورة هذه الألعاب على كل من المستشار الأسري والتربوي الأستاذ محمد يوسف قاسم والباحث النفسي والمؤلف الأستاذ إبراهيم مفرح الناشبي
لتسليط الضوء على هذه القضية بهدف رفع الوعي المجتمعي بخطورة إدمان هذه الألعاب وتفعيل دور الأسرة الذي يضمن صحة مستخدمي هذه الألعاب من الأطفال والشباب وحتى كبار السن .

واتفق قاسم والناشبي على خطورة الإفراط والإدمان مشددين على تفعيل دور الرقابة الأسرية في حماية الأسر والمجتمعات كونها الجهة الرقابية المعنية بهذا الأمر بالدرجة الأولى .


الآثار المترتبة على إدمان الألعاب الإلكترونية
بداية أكد الأستاذ محمد يوسف أن استخدام الألعاب الإلكترونية بشكل مفرط لها تأثير سلبي وعلى الجميع الإدراك أن كل لعبة من الألعاب الإلكترونية صممت ولها أهداف تستطيع تحقيقها سلباً على شخصية مستخدمها سواء كان طفلا أم مراهقاً وهي تحدث آثار كبيرة ولعل من أكثر آثارها السلبية :
آثار دينية : هناك بعض الألعاب التي تشجع على الإلحاد وتؤثر على الجانب العقائدي.
آثار صحية: فالإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية تؤثر على سلامة النظر والجلوس المفرط يؤدي للسمنة وإضعاف العضلات وتجعل اليدين والأصابع مخدرة بسبب الإجهاد المفرط.
آثار نفسية : ضعف الثقة بالنفس ، الوحدة وتفضيل الانعزال والانطواء ، تؤدي بعض منها إلى ظهور السلوك العدواني والالفاظ البذيئة ، وعنف مفرط.
آثار اجتماعية : عدم التفاعل مع الأسرة ومع الاخرين ، عدم القدرة في التعامل الصحيح في المواقف ، تزداد فرصة الاصابة باضطراب التكيف والقلق والتوتر في حياتهم العملية والشخصية ، كما تؤثر على الأداء المدرسي.

فيما قال الباحث النفسي أ.إبراهيم الناشبي إن الألعاب الإلكترونية منظومة متنوعة تغطي مجالات عدة، تعليم، تدريب، علاج، ترفيه، وغيرها، ولها جوانب إيجابية كتعزيز بعض القدرات العقلية كالإدراك المكاني وحل المشكلات، كما أن لها آثارا سلبية تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وتتحدد بمحددين أولهما: طبيعة تصميم اللعبة كعوامل السرعة الانتقالية والألوان الحارة والتحفيز المفرط وتفاعلات اللعبة الأخرى، والثاني طريقة استخدامها، إلا أن عيوب اللعبة الناتجة عن تصميمها يمكن التحكم بها من خلال الانتقال للبدائل المتوفرة، أما المشكلات الناتجة عن إدارة الفرد والأسرة لنمط الاستخدام فهو المحك الأكثر تأثيرا على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية.


الفئات العمرية الأكثر تضرراً
وعن المتضرر الأكثر أوضح المستشار أ.محمد يوسف قائلاً : "سؤالك عن الفئة العمرية الأكثر تضرراً بالألعاب الإلكترونية : هم الأطفال، ذلك لأنهم يستخدمون هذه الالعاب ولا يعرفون هل هي تتناسب مع اعمارهم حيث ان كل لعبة يوجد في اسفلها عبارات تصنف الفئة العمرية التي تناسبها وحكومتنا الرشيدة اطلقت تصنيفاً عمرياً للألعاب الإلكترونية تتناسب مع قيمنا الدينية والعادات الاجتماعية وهذا يساعد الأهل على اختيار ما يتناسب مع عمر طفله، كما ان بعض الالعاب تؤثر تاثيرا كبير على الأطفال والمراهقين قد تصل بهم إلى غسل العقول وقد يفقد حياته وإلى القتل او يتسبب في الابتزاز وضياع اموال أسرته وتحدث اعتداءات جنسية وبعضها تقنع الطفل بالتحول إلى شخصية أخرى " .


أما الناشبي فعلق على الفئات الأكثر ضرراً قائلاً :
" كلما كان عمر المستخدم أصغر ، زاد الأثر السلبي لكون الدماغ في طور النمو والتشكل التكويني (بنية الدماغ)، والوظيفي (الوظائف التنفيذية للدماغ) ولا يكتمل إلا بنهاية مرحلة المراهقة، وقد تكون تلك الآثار صعبة المعالجة أو متعذرة، كما يزداد الضرر بنقصان الرعاية والرقابة الأسرية، وأشير هنا إلى فئة يزداد تعرضها للضرر وهي التي تنخرط في الألعاب الالكترونية كحيلة هروبية من واقع مؤلم وضغوط ومخاوف تحيط بهم" .


ألعاب قد تهدم كيان الأسرة
وحول الألعاب التي قد تتسبب في هدم كيان الأسرة أوضح قاسم إن استخدام الأطفال والمراهقين لبعض الألعاب بشكل مفرط لساعات طويلة لاحصر لها ومنعزلين أمام الشاشة متجاهلين واجباتهم الدينية والأسرية سيؤدي حتماً إلى إجهاد الروابط الأسرية وتآكل الثقة بين افراد الأسرة ، ويؤسفني بأن هناك فئة من بعض المتزوجين الذين يمضون جل وقتهم في الاستراحات والديوانيات يلعبون هذه الألعاب ويتركون زوجاتهم وأطفالهم في الوقت الذي وجدنا فيه من خلال عملي كمستشار أسري أن هذه الألعاب كان لها تأثيراً كبيراً على بعض الأسر وساهمت في زيادة حالات الطلاق والخلع.

فيما بيّن الناشبي أن ذلك قد يؤدي سوء استعمال أو طبيعة تصميم الألعاب الالكترونية لمعاناة الأسرة كأفراد من جهة، وكأسرة من جهة أخرى، وذلك عند ظهور اضطرابات نفسية مثل تشتت الانتباه وضعف التركيز ، والعدوانية والقلق والاكتئاب ، وفوضى الانفعالات والعزلة والإغراق في أحلام اليقظة ونقص المهارات الاجتماعية والعاطفية، وخلل نظام المكافأة في الدماغ والتشنجات واضطرابات النوم، ومشكلات دراسية، ومشكلات اعتقادية وقيمية، ومشكلات صحية غذائية وعضلية وعصبية، ومشكلات قصور النمو من نواحيه المختلفة، وهذه المشكلات تولد الصراعات والتمرد والتفكك في الأسرة، وجميع هذه المشكلات ثابتة في الدراسات العلمية.


دور الأسرة وأهميته في ضبط مستخدمي الألعاب من الأبناء

يشير قاسم إلى أن دور الأسرة كبير جداً ودور محوري وفعال في هذا الجانب للحد من تأثيرها بشكل مفرط فقد تتحول الألعاب إلى إدمان عند استخدامها لساعات طويلة وهذا يتطلب من الأسرة ما يلي:
1- تقليل الساعات التي يلعبها الطفل بحيث ما تتجاوز ساعتان يومياً.
2- على الأسرة ان تراقب الألعاب التي يستخدمها الطفل وان يتعرف على مناسبتها لعمره.
3- تفعيل إعدادات ضبط التحكم الأبوي.
4- اهمية وضع جهاز الالعاب في مكان مناسب امام الجميع.
5- مشاركة الطفل قدر الاستطاعة في بعض الأنشطة. *ضرورة اخذ الاطفال بعيداً عن الالعاب في حلقات التحفيظ او رحلات وطلعات وممارسة بعض الألعاب مثل السباحة وغيرها.
6- تعريف الطفل بمخاطر بعض الألعاب.
وسيسهم ذلك في تجاوز العديد من القضايا التي تسببها هذه الألعاب.
فيما أكد الناشبي أن الأسرة التي تتمتع بقاعدة جيدة من التماسك والقيام بالأدوار الطبيعية داخلها تكون تحدياتها أمام هذا النوع من الألعاب أقل بكثير من الأسر التي لا تقوم على التوازن الداخلي، فالأسرة المتوازنة تعمل على مبدأ التعليم والتمكين، بينما الأسرة الغير متوازنة تعمل على مبدأ التعديل،أي عندما تظهر المشكلات تبحث عن الحلول وهذا أكثر كلفة في الوقت والجهد.


حلول يحتاجها المجتمع
وحول الحلول التي يمكن أن تسهم في الحد من ظاهرة إدمان الألعاب الإلكترونية قال قاسم : "من المهم وضع جدول زمني ينظم استخدام الأجهزة بما لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم وعدم التساهل والتعاطف في ذلك أو يمكن للأسرة توفير البدائل التي تساهم في تجاوز إدمان مشكلة الألعاب الالكترونية.
ولذلك أقول للمفرطين : أملي أن تدرك جيداً بأن المتربصين بك كثر، فعليك أن تحذر، هناك من يرغب في التأثير على دينك وعقيدتك وهناك من يحاول أن يؤثر على قيمك وعلاقتك بوطنك وولاة امرك وأسرتك ومجتمعك هناك من يحاول أن يؤثر على شخصيتك وثقتك بنفسك فكن حذراً مستمعاً متعاوناً مع أسرتك وإطلاعهم على كل التفاصيل في هذا الجانب المهم.

من جهته قال الناشبي : " إن الدراسات تشير إلى أن أضرار الدماغ الناشئة عن الإفراط في استخدام الألعاب الالكترونية تشابه تلك التي يخلفها إدمان المخدرات على الدماغ، وهذا نذير لاستعادة أدوار الأسرة وحماية الجيل من خلال استراتيجيات الحوار والتواصل الفعال والتنظيم والمشاركة وتعزيز واستثمار الفرص الحيوية اليومية داخلها.
من ناحية أخرى يتناقل الناس أحيانا معلومات عن مخاطر لعبة ما فيحذفونها من أجهزة اولادهم، وفي الحقيقة لا تتعلق التهديدات التربوية بلعبة محددة فقط، أقول هذا لأن البعض يشعر بالأمان على فلذة كبده بعد حذفها، ويغفل عن الألعاب الأخرى المشابهة لها، وقد تظهر بعض التهديدات في أحد تحديثات اللعبة، الأمر الذي يتطلب يقظة مستمرة " .
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر