#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

يا كافل الأيتام

يا كافل الأيتام
شعر - أحمد هادي دهاس 



جنــَّـاتُ ربّكِ سِدرُهـا مخضــودُ والظِّلُّ تحت مروجِهــا ممــدودُ

فيهـا نعيــمٌ لا يزولُ كمـا بهـــا للسَّـاكنين من الإلـــهِ مـزيـــــدُ

فيها لكل الـطـــائعين تنــعُّـــمٌ وتفـــكُّــهٌ وتلــــذُّذٌ وخُلـــــــودُ

ولِمنْ تكفَّــلَ باليتيـــمِ منــازلٌ في علْـوهــا ومـراتبٌ وصُعـــودُ

من راح يمسـحُ باليدين مدامعاً كانت بهــا عينُ اليتيــمِ تجُـــودُ

ووهبـْهُ مالًا في دنـــاهُ فحفَّــهُ عيشٌ تمـــازجَ بالصفَــاءِ رغيــدُ

يَجزيـــهِ ربُّ العـــالمين بـجنـَّـةٍ فيها الحِسـانُ جـمـالُهُنَّ فريـــدُ

إنَّ اليتيــم إذا مسحْــتَ برأسـهِ أجراً عظيمــاً يُجْـزِكَ المـعبــودُ

وتعيشُ أُنْساً في الحيـاةِ وراحـةً ويزولُ من أعمـاقِـكَ التَّـنْـكيـــدُ

يا دولــةً تُولي اليتيــمَ عنــايــــةً ورعـــايةً طــول الزمـــانِ تزيـــدُ

كم قد أغثْتِ البائسينَ فأنـْورَت منـكِ الديــارُ قريبُهــــا وبعيـــدُ

كم قد أزلْتِ عن اليتيمِ هُمومَهُ ولكَـمْ تهنَّى من نـَـداكِ شريــدُ

يا دولةً ما في الوجودِ كمثـلِهــا بفعالِها مُجري الـسحابِ شهيدُ

تُصفي اليتامى بالوداد ونحوهم
في كل حين كـٰفُّــهــا مـمــــدودُ

وتضمُّ من فقد الحنانَ لصدرهـا وتُــزيـلُ عنــه نــوائبـــاً وتـــذُودُ

فمليكُنا زاهي الخــصـالِ يمينُـه لهُمُ دوامــاً بالعـطــــاءِ تجُـــودُ

في كلِّ شهرٍ بالضَّمانِ معاشُهم في عـهــدهِ بحســابِهمْ مرصودُ

وبحضنِهِ يـحـيا الجميـعُ بنعمـةٍ والكــل في هذي الديــار سعيـدُ

كم في بقاعِ المسلمين قد ارتوى من نبْعِــه بعــد العطـــاشِ عَبيدُ

كم راح يُغْني البائسينَ وكم غدا لهُــمُ يُقـيـمُ منـــازلاً و يَشِــيــدُ

كم عزَّ منهُ اللاجئــونَ وعــزَّ مِن بعــد الشَّتــاتِ مُــهـجَّرٌ وطـريـدُ

يرجو الثوابَ من الجليلِ وعفوَهُ وجنــانَ عَــدْنٍ يبتــغي ويريـــدُ

يا خالقاً ما في الوجــود كمـثْلِهِ يا منْ لغيــرِه لا يليــقُ سُـجــودُ

يا مَنْ له الشكرُ العظيمُ ومَنْ له مِنــَّا الثَّـنــاءُ يفيـضُ والتَّمجيــدُ

يامَنْ تُسبِّحُ في العُلُــوِّ بحمــدِه طُــول الزمــانِ ملائـكٌ ورُعـــودُ

احفظْ بفضلِكَ يا مهيمنُ موطني من فيهِ يحلــو للجميعِ نشــيــدُ

واحفظ بمنَّك يا حفيظ مليـكَـنــا من هــامَ فيـه مُعمِّـــرٌ وولـيـــدُ

لنظلَّ نَرفُلُ في النعيــمِ بعهـدِه وبِنـا يســيرُ بحنْـكـةٍ ويقــــــودُ

واجعلْهُ يرتــعُ يا كـــريمُ بجنـَّـةٍ فيها المسامع يُشْجِهــا التَّغريدُ

وبها يجـاور يا رحــيمُ محمـــداً من ذِكْــرُه يُجْلي الضنى ويُبيــدُ

التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر