أحلامُ الفَراش
بقلم / محمد الرياني
واحترقا مثلَ فَراشتين جميلتين ، ذهبتْ في اتجاهٍ واتجهَ قريبًا منها ، كان الضوءُ بانتظارِهما ، لم يَسعدا كثيرًا قبلَ الفرار نحوَ الضوء ، تقول له : انتظر وهو مستعجلٌ يريدُ أن يفرحَ كما الفَراش البِيض ، وكأنهما يلعبان لُعبةَ ( الغُمّيضَة ) قالت له : ألم أنصحكَ بأن تبقى تحتَ الظل ، نكتبُ على ترابِه الذي غابتْ عنه الشمس ، انظر إلى حالِنا الآن ، لن نعودَ إلى أسفلِ الشجرةِ لتتساقطَ علينا أوراقُها وتعبرَ نحونا نسائمُها ، ليس بإمكاننا العودةُ وقد حمَلَنا البُعدُ كما حملَ الهواءُ الفَراش ، تمنينا أن تعودَ لحظاتُنا الماتعةُ ونحن نكتبُ أحلامَنا على الرَّمل ، نظرنا كما تفعلُ الفراشاتُ لحظةَ الهبوط ، لم يبقَ من هيكلِها سوى بعض أجنحتِها ، ونحن لم يبقَ من أحلامِنا سوى احتراق الأمل ، فجأةً جاءَ إعصارٌ مفاجئٌ هزَّ أركانَ الشجرةِ القريبةِ منهما وهما ينتظران الفرج ، هوى الجذعُ ووقعتِ الأغصانُ وتتاثرتِ الأوراقُ مع هبوبِ العاصفة ، بقيتِ الأوراقُ عالقةً تريدُ أغصانًا تعود إليها ، عادا إلى الرملِ يكتبان على ذراتِه تحت الشمسِ والأوراقُ الهاربةُ تتساقطُ عليهما كي تستعيدَ ما يُعوِّضُ فقْدَ أغصانِها ، كانا في غايةِ اليأس ، احترقَ الفَراشُ في وضحِ النهار ، بينما أحلامُهما تحترقُ تحتَ ورَقِ الشجر .