حين يتوه الطبيب ويُعلّم المعلم دروس الحياة
يُنتظر من بعض الأطباء أن يكونوا ملاك الرحمة وحملة الشفاء، ينسجون برفق خيوط الأمل حول جروح المرضى ويعيدون بناء أجسادهم بأيدٍ حانية.
لكن، ماذا يحدث حينما تتحول يد الشفاء إلى لسان النقد؟ ومتى يتخطى الطبيب حدوده من معالج للآلام إلى قاضٍ ينطق بالأحكام؟
مؤخراً، خرج استشاري عظام معروف بمقطع مصوّر يسرد فيه تجربة له مع معلم كان تحت رعايته في غرفة العمليات.
بعد نجاح العملية، طلب المعلم إجازة مرضية، وهو طلب قد يبدو عادياً بل طبيعياً مستحق لشخص خرج لتوّه من جراحة.
إلا أن الطبيب اختار أن يفسر هذا الطلب بشكل مختلف، مُطلقاً سهام نقده نحو المعلمين عامةً، واصفاً إياهم بأنهم "متدلعين" وأكثر الفئات استحقاقاً للإجازات.
لكن السؤال الذي يتعين طرحه هنا: متى أصبح لهذا الطبيب حق الحكم على مهن الآخرين؟ ومتى تحولت غرفة العمليات من مكان للتعافي إلى منبر للتوبيخ الاجتماعي؟
المعلم، تلك الشخصية التي نقابلها في كل مراحل حياتنا، يحمل على عاتقه بناء الأجيال وتشكيل الفكر.
في صمت، يزرع بذور المعرفة في عقول صغيرة ويتابع نموها حتى تصبح أشجاراً مثمرة.
فكيف للطبيب، الذي لا يعرف إلا لمحة من حياة هذا المعلم، أن يطلق حكماً جائراً بأنهم متهاونون أو "متدلعين"؟ إن كانت هناك فئات تستحق الإجازة والراحة، فإن المعلمين بالتأكيد على رأس تلك القائمة، نظراً للمسؤوليات العظمى التي يواجهونها يومياً.
إن تجاوز الطبيب لحدود دوره، وتحويله للمرضى إلى أهداف لنقده الاجتماعي، يثير قضايا أعمق عن الأخلاقيات المهنية.
الطب ليس مجرد علم، بل هو فن التعامل مع الإنسان في أضعف لحظاته، حين يحتاج للدعم أكثر من أي وقت آخر.
الطبيب الذي ينسى هذه الحقيقة، ويترك قناعاته الشخصية تعكر صفو علاقته مع المريض، يخسر جزءًا من رسالته.
عندما يُطلب من المعلم إجازة مرضية، فإنه لا يطلب إلا ما هو حق طبيعي له كبشر، بعيداً عن التصنيفات أو التعميمات الظالمة.
ومن واجب الطبيب أن يدرك أن دوره لا يقتصر على الشفاء الجسدي، بل يتعداه إلى أن يكون سراجاً يضيء طريق الأمل والراحة النفسية.
في النهاية، قد ينسى البعض أن الألم ليس جسدياً دائماً، وأن الجروح الخفية قد تكون أعمق وأشد إيلاماً من تلك التي تلتئم بالغرز.
حينما يتعدى الطبيب دوره ويتحول إلى ناقد اجتماعي، فإنه يفتح باباً لجروح جديدة، جروح لا تُعالج بالمشرط ولا تُشفى بالمسكنات، بل تتطلب تعاطفاً واحتراماً لا يقدّر بثمن.
لكن، ماذا يحدث حينما تتحول يد الشفاء إلى لسان النقد؟ ومتى يتخطى الطبيب حدوده من معالج للآلام إلى قاضٍ ينطق بالأحكام؟
مؤخراً، خرج استشاري عظام معروف بمقطع مصوّر يسرد فيه تجربة له مع معلم كان تحت رعايته في غرفة العمليات.
بعد نجاح العملية، طلب المعلم إجازة مرضية، وهو طلب قد يبدو عادياً بل طبيعياً مستحق لشخص خرج لتوّه من جراحة.
إلا أن الطبيب اختار أن يفسر هذا الطلب بشكل مختلف، مُطلقاً سهام نقده نحو المعلمين عامةً، واصفاً إياهم بأنهم "متدلعين" وأكثر الفئات استحقاقاً للإجازات.
لكن السؤال الذي يتعين طرحه هنا: متى أصبح لهذا الطبيب حق الحكم على مهن الآخرين؟ ومتى تحولت غرفة العمليات من مكان للتعافي إلى منبر للتوبيخ الاجتماعي؟
المعلم، تلك الشخصية التي نقابلها في كل مراحل حياتنا، يحمل على عاتقه بناء الأجيال وتشكيل الفكر.
في صمت، يزرع بذور المعرفة في عقول صغيرة ويتابع نموها حتى تصبح أشجاراً مثمرة.
فكيف للطبيب، الذي لا يعرف إلا لمحة من حياة هذا المعلم، أن يطلق حكماً جائراً بأنهم متهاونون أو "متدلعين"؟ إن كانت هناك فئات تستحق الإجازة والراحة، فإن المعلمين بالتأكيد على رأس تلك القائمة، نظراً للمسؤوليات العظمى التي يواجهونها يومياً.
إن تجاوز الطبيب لحدود دوره، وتحويله للمرضى إلى أهداف لنقده الاجتماعي، يثير قضايا أعمق عن الأخلاقيات المهنية.
الطب ليس مجرد علم، بل هو فن التعامل مع الإنسان في أضعف لحظاته، حين يحتاج للدعم أكثر من أي وقت آخر.
الطبيب الذي ينسى هذه الحقيقة، ويترك قناعاته الشخصية تعكر صفو علاقته مع المريض، يخسر جزءًا من رسالته.
عندما يُطلب من المعلم إجازة مرضية، فإنه لا يطلب إلا ما هو حق طبيعي له كبشر، بعيداً عن التصنيفات أو التعميمات الظالمة.
ومن واجب الطبيب أن يدرك أن دوره لا يقتصر على الشفاء الجسدي، بل يتعداه إلى أن يكون سراجاً يضيء طريق الأمل والراحة النفسية.
في النهاية، قد ينسى البعض أن الألم ليس جسدياً دائماً، وأن الجروح الخفية قد تكون أعمق وأشد إيلاماً من تلك التي تلتئم بالغرز.
حينما يتعدى الطبيب دوره ويتحول إلى ناقد اجتماعي، فإنه يفتح باباً لجروح جديدة، جروح لا تُعالج بالمشرط ولا تُشفى بالمسكنات، بل تتطلب تعاطفاً واحتراماً لا يقدّر بثمن.