#عــــــاجل الحقيقة

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

مهاجمة "الفصحى" بلغة الشارع..!

مهاجمة "الفصحى" بلغة الشارع..!
 

انتشار لغة الشارع "العامية" في وسائل الإعلام تعد ظاهرة تهدد بالقضاء على الفصحى، ورغم تحدثنا باللغة العامية في حياتنا اليومية فلابد أن تكون لها مجالات محددة، في حالة دخولها في مجال الإعلام، كبعض المسلسلات أو الدراما أما أن تكون لغة برامج الحوار وكذلك ندوات الثقافة فهو أمر مؤسف جدًا.


بدأت الظاهرة منذ بداية عصر النهضة، وقد عرف من دعاة العامية "وليم سبيتا" الذي أراد إثبات رأيه فوضع كتابه "قواعد اللغة العاميّة في مصر"، وطالب بأن تكون العامية لغة الآداب، والعلوم، والفنون، ورأى الفصحى محدودة في المفردات، وظن أن هناك اختلافًا كبيرًا بينها وبين العاميّة، وقال بأن الفصحى تؤخر الحضارة، وأنها اللغة التي دامت طوال القرون الطويلة، واستوعبت ثقافات الأمم وحضارات العالم، وازدهرت بها، وما نزال نفهم الكثير من الأدب الجاهلي والإسلامي والأموي بيُسر وسهولة، وأن الإنجليز اليوم لا يفهمون لغة جوسر CHAUCHR ولا لغة شكسبير، ولغة كتابهم إلا بواسطة المعاجم على الرغم من قصر عمر الإنجليزية واللغات الأخرى، واضطرت الشعوب الغربية إلى التخلص من اللاتينية، واستعمال الشعبية؛ للبعد الكبير بينها وبين الإيطالية والفرنسية والإسبانية.


كما أن الدعوة إلى العاميّة، انتشرت في كتابات الغربيين والعرب، ومن الغربيين "كارل فولرس" الألماني FULLERS في عام 1909م الذي هاجم الفصحى؛ لأنها جامدة، فلم تساعد المصريين على النهضة الفكرية والتقدم الحضاري، وحسبها كاللاتينية التي ماتت، فألف كتاب "اللهجة العامية في مصر" في عام 1890م، كما ألف سلدن ولمور الإنجليزي كتابًا سماه "العربية المحلية في مصر"، وحسب أن اللغة الإنجليزية ستسيطر على مصر، واتفق هؤلاء على ضرورة جعل العامية لغة العلوم والآداب والفنون، ولعلي أستغرب من الأستاذ أحمد لطفي السيد تساهله في قبول المسميات الأجنبية ورأيه بأن العربية فقيرة، وأن لغة الجمهور ستخرج الفصحى من جمودها، وأن يكون الصلح بين العامية والفصحى، وعندها تستعمل مفردات العامية وإن وضع شرط عدم الابتذال ولكنه يعود فيقول: "يجب أن نتذرع إلى إحياء العربية باستعمال العامية ومتى استعملناها في الكتابة اضطررنا إلى تخليصها من الضعف، وجعلنا العامَّة يتابعون الكُتّاب في كتاباتهم، والخطباء في خطاباتهم، والممثلين في رواياتهم.

والطامة الكبرى أن تكون الدعوة إلى العامية، من أبناء العرب فمنهم الأموات والأحياء، فكان منهم "سلامة موسى" من أسرة نصرانية قبطية كانت دعوته للعامية في عام 1958م، و"مارون غصن" من أسرة مارونية نصرانية كانت دعوته للعامية في عاام 1940م، و"سعيد عقل" من أسر مارونية نصرانية وكان قبلهم "يعقوب سنوا" الذي سمى نفسه يعقوب صنُّوع من ديانة يهودية في كانت دعوته للعامية في عام 1912م.

فهؤلا هم الخطر العظيم، وهؤلاء أشد ضراوة عليها من الأجانب، وآزرتهم وسائل الإعلام التي تدخل في كل مكان من المسلسلات والروايات، والندوات والمحاضرات التي تذاع في هذه الوسائل في كل حين.

فمع تطور وسائل الإعلام بمجالاتها المختلفة، ولا سيما المرئية منها، والمقروءة والمسموعة وظهور شبكات الاتصال وتكنولوجيا الفضاء، أضحى الحفاظ على اللغة العربية أكثر ضرورة من ذي قبل، خصوصًا في عالمنا الإسلامي.

وعندما يتعلق الأمر بحوار الثقافات والحضارات تتعاظم هذه الضرورة باعتبارها لغة رسمية للاتصالات الدولية، لافتة إلى أن لغة الصورة أخذت موقعًا متميزًا صاحَبَهُ تراجع في استخدام اللغة العربية الفصحى، ضمن ممارساتنا وبرامجنا.

وأصبح من الصعب حصر التحديات التي تواجه وسائل الإعلام بشتى انواعها في استعمال اللغة العربية في عالمنا العربي والإسلامي بشكل قاطع، ويمكن الإشارة إلى أهم هذه التحديات والمشكلات التي كانت تواجه الجميع وأبرزها؛ الدعوة إلى العامية، والأخطاء اللغوية، والاختلاف حول إمكانية استعمال اللغة العربية في كل البرامج، والآثار الإيجابية والسلبية، التي تركتها وسائل الإعلام في اللغة العربية.

من ناحية أخرى عبر لـ "الحقيقة" الدكتور محمد المبارك السماني الطيب، دكتوراه في النحو والصرف أستاذ مشارك بكلية اللغة العربية بجامعة جازان بأن هذه الدعوات النشاز لن تفتّ في عضد العربية الفصحى، ولن تؤثر على هيمنتها على الثقافة والآداب والفنون لهذه الأمة ولغيرها من الأمم إن _شاء الله_.

وأكد "السماني" أن هذه اللغة الشريفة، محفوظة بحفظ القرآن الكريم الذي تكفل بحفظه خالق السموات والأرض، واذا نظرنا إلى ضرورة هذه اللغة الفصحى للتواصل فإننا نجدها القاسم المشترك الأعظم بين الشعوب العربية، التي لا تكاد تفهم اللهجات العامية الخاصة بكل بلد أو إقليم، فلا يجمع بين هذه الشعوب العربية إلا هذه الفصحى التي تعتبر من ممسكات الوحدة العربية والإسلامية.

فالتفريط فيها يعتبر ضربا من الجنون والتخلف، والمحافظة على هذه الفصحى كانت ولا زالت ديدن النخب الثقافية منذ الجاهلية مرورا بالعصور الاسلامية المختلفة، فهذه الدعوات المغرضة ظهرت في بعض الفترات وانقشعت إلى حال سبيلها ولم تؤثر على الفصحى ذات الجمال والسحر والبيان بأي شكل من الأشكال وسيظل الأمر هكذا والفصحى مهيمنة على حياة الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إن شاء الله.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر