×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

اليوم العالمي للغة العربية: دعوة للتيسير والابتكار

اليوم العالمي للغة العربية: دعوة للتيسير والابتكار
بقلم / سمحه العرياني 

يحتفي العالم باللغة العربية،في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ليس فقط بوصفها وعاءً للقرآن الكريم وإرثاً حضارياً ضارباً في عمق التاريخ، بل لكونها إحدى أكثر اللغات حيوية وقدرة على التعبير عن مكنونات النفس البشرية، ومع هذا الاحتفاء، يتجدد السؤال الجوهري: كيف يمكننا تحويل "لغة الضاد" من لغة يُنظر إليها أحياناً بصعوبة قواعدها، إلى لغة سهلة، قريبة من وجدان الجيل الجديد، ومنسجمة مع إيقاع العصر الرقمي السريع؟
اللغة*العربية جزء من اسم بلادنا وهويتنا، وصوت من أعماقنا، ومكون أساسي في مستقبلنا وحاضرنا وماضينا.

إن الدعوة إلى تبسيط لغة الضاد ليست انتقاصاً من قدرها، بل هي ضرورة لضمان استمراريتها كـ "لغة حياة"، ويمكن تلخيص مرتكزات هذا التيسير في ثلاث نقاط أساسية:
تطوير المناهج: من التعقيد إلى التطبيق
تكمن البداية في تحويل تعليم اللغة من قوالب النحو الجامدة إلى "اللغة الوظيفية".

الهدف هو تمكين الطالب من صياغة أفكاره بطلاقة، بدلاً من استنزاف طاقته في حفظ القواعد الإعرابية المعقدة التي لم تعد تُستخدم في السياقات اليومية.

رقمنة الضاد: لغة العلم والابتكار

يتطلب العصر الحالي جسراً بين الأصالة والتكنولوجيا، فتيسير اللغة يعني تبني مصطلحات تقنية حديثة تدعم حضور العربية في مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، مما يجعلها لغة "منتجة" للمعرفة لا مجرد لغة ناقلة لها.

الشباب والهوية:
كسر الحواجز النفسية
تواجه العربية تحدي الاغتراب لدى الأجيال الجديدة، لذا فإن تبسيط الأساليب الأدبية واستخدام "اللغة البيضاء" في الإعلام وصناعة المحتوى الرقمي، يساهم في جعل لغة الضاد رفيقة للشباب في حياتهم الرقمية، لا لغةً محبوسة في الكتب القديمة فقط.

إن اللغة العربية هي كائن حي ينمو بالاستخدام ويموت بالهجر، وفي يومها العالمي، تظل الدعوة قائمة لكل الغيورين عليها:

اجعلوا من العربية لغةً للحب، ولغةً للعلم، ولغةً للحياة اليومية إن تيسير "الضاد" هو أعظم هدية يمكن أن نقدمها لأجيالنا القادمة، لنضمن بقاء لغتنا شامخة، مرنة، وقادرة على احتواء المستقبل كما احتوت الماضي.
التعليقات