المنصبُ.. مرآةُ الفضيحة أو بوابةُ الرفعة

بقلم : عامر آل عامر
المنصبُ ليس عرشاً، بل هو "مِجهر"؛ لا يمنحُ المرءَ رفعةً لم تكن في طينته، بل يسلط الضوء على مخبوء نفسه.
هو تلك الغيمة الصيفية التي تظن أنها تملك السماء، وما هي إلا عابرة سبيل، ترحلُ فجأة كما حضرت، فلا تترك وراءها إلا بللاً يروي القلوب، أو جفافاً يورث الندوب.
إن الكرسيّ لا يصنعُ المجد، بل يستضيفه.
هو أمانةٌ صامتة، تأتي لتسأل الرجل عن حقيقته قبل قدرته.
فكم من قامةٍ استعارت طولها من لمعان المنصب، فلما انحسر الظلُّ بانت قزامتُها.
وكم من إنسانٍ ترجّل عن موقعه، فبقي ذكرهُ "إرثاً" يتناقله الناس في صلواتهم، كأنه لم يرحل بل انتقل من المكاتب إلى سويداء القلوب.
ليس السعيدُ من طال مكثُه فوق الرؤوس، بل من إذا غادر، ضجّت الألسنُ بالدعاء له لا عليه.
ذاك الذي لم يجعل منصبَه "خندقاً" يعتصم فيه بعيداً عن أوجاع الناس، بل جعله "جِسراً" يعبرون عليه نحو العدل. فهمَ باكراً أنَّ:
الهيبة:*هي ابنة التواضع، لا ابنة الصراخ.
القوة:*هي ممارسة العدل في لحظة القدرة.
الاحترام:*صكٌّ يُكتسب بالمواقف، لا يُفرض بالتعاميم.
أما التعيس، فهو من استتر بالمنصب ظنّاً منه أنه حصنٌ منيع، فاستبدَّ وتجبَّر، ونسي أنَّ الأيام "دُوَل" تداولها الأقدار بين الخلق.
رحلَ هذا المسكين فما حمل معه إلا أوزار الظلم، وترك خلفه أنيناً مكتوماً، وذاكرةً مريرةً كلما مرّ ذكرُه استعاذ الناس من سيرته.
لقد سقط في فخِّ "الوهم"، فخسر الدنيا ولم يربح الآخرة.
المنصبُ.. مرآةُ الفضيحة أو بوابةُ الرفعة
المنصب لا يسترُ العيوب، بل يفضحها.
يضعُ "القرار" في يدك ليختبر "الأخلاق" في صدرك.
هو إما مِحراثةٌ تغرس بها الأجر، أو مِعولٌ تهدم به آخرتك.
هو الشاهدُ الأول الذي سينطق ضدك أو معك حين تصمتُ كل الأصوات.
ختاماً..*طوبى لمن أدرك أن المنصب "توجُّع" لا "وجاهة"، وأنَّ التاريخ لا يقرأ المسميات الوظيفية، بل يقرأ البصمات الإنسانية.
في نهاية الرحلة، لن يسألك التاريخ عن فخامة مكتبك، بل عن طهارة يدك وجبرك للخواطر.
فاختر لنفسك مَقعداً في الذاكرة، فالمقاعد في المكاتب لا تدوم.
هو تلك الغيمة الصيفية التي تظن أنها تملك السماء، وما هي إلا عابرة سبيل، ترحلُ فجأة كما حضرت، فلا تترك وراءها إلا بللاً يروي القلوب، أو جفافاً يورث الندوب.
إن الكرسيّ لا يصنعُ المجد، بل يستضيفه.
هو أمانةٌ صامتة، تأتي لتسأل الرجل عن حقيقته قبل قدرته.
فكم من قامةٍ استعارت طولها من لمعان المنصب، فلما انحسر الظلُّ بانت قزامتُها.
وكم من إنسانٍ ترجّل عن موقعه، فبقي ذكرهُ "إرثاً" يتناقله الناس في صلواتهم، كأنه لم يرحل بل انتقل من المكاتب إلى سويداء القلوب.
ليس السعيدُ من طال مكثُه فوق الرؤوس، بل من إذا غادر، ضجّت الألسنُ بالدعاء له لا عليه.
ذاك الذي لم يجعل منصبَه "خندقاً" يعتصم فيه بعيداً عن أوجاع الناس، بل جعله "جِسراً" يعبرون عليه نحو العدل. فهمَ باكراً أنَّ:
الهيبة:*هي ابنة التواضع، لا ابنة الصراخ.
القوة:*هي ممارسة العدل في لحظة القدرة.
الاحترام:*صكٌّ يُكتسب بالمواقف، لا يُفرض بالتعاميم.
أما التعيس، فهو من استتر بالمنصب ظنّاً منه أنه حصنٌ منيع، فاستبدَّ وتجبَّر، ونسي أنَّ الأيام "دُوَل" تداولها الأقدار بين الخلق.
رحلَ هذا المسكين فما حمل معه إلا أوزار الظلم، وترك خلفه أنيناً مكتوماً، وذاكرةً مريرةً كلما مرّ ذكرُه استعاذ الناس من سيرته.
لقد سقط في فخِّ "الوهم"، فخسر الدنيا ولم يربح الآخرة.
المنصبُ.. مرآةُ الفضيحة أو بوابةُ الرفعة
المنصب لا يسترُ العيوب، بل يفضحها.
يضعُ "القرار" في يدك ليختبر "الأخلاق" في صدرك.
هو إما مِحراثةٌ تغرس بها الأجر، أو مِعولٌ تهدم به آخرتك.
هو الشاهدُ الأول الذي سينطق ضدك أو معك حين تصمتُ كل الأصوات.
ختاماً..*طوبى لمن أدرك أن المنصب "توجُّع" لا "وجاهة"، وأنَّ التاريخ لا يقرأ المسميات الوظيفية، بل يقرأ البصمات الإنسانية.
في نهاية الرحلة، لن يسألك التاريخ عن فخامة مكتبك، بل عن طهارة يدك وجبرك للخواطر.
فاختر لنفسك مَقعداً في الذاكرة، فالمقاعد في المكاتب لا تدوم.