×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

ركن المؤلف السعودي

بقلم / خلود عبد الجبار 

في قلب معارض الكتاب الدولية داخل المملكة، يبرز ركن المؤلف السعودي كحكاية دعمٍ حقيقية للإبداع الوطني، ومساحة وُجدت لتقول إن الكاتب السعودي حاضراً بصوته ونصه وتجربته، حتى وإن اختار طريق النشر المستقل.

هذا الركن، الذي أصبح علامة ثابتة في معارض الكتاب، لم يعد مجرد مساحة عرض، بل تجربة ثقافية متكاملة تحتفي بالمؤلف وتمنحه حق الظهور والإنتشار.

منذ انطلاقه، تحوّل ركن المؤلف السعودي إلى منصة تفتح أبوابها للكتّاب والكاتبات السعوديين في مختلف مجالات الأدب، من الرواية والقصة والشعر، إلى الكتب الفكرية وكتب الأطفال، مانحًا إياهم فرصة عرض أعمالهم أمام جمهور واسع من القرّاء والزوار دون وسيط، وفي تواصل مباشر يخلق علاقة حقيقية بين الكاتب وقارئه.

داخل أروقة معرض الكتاب الدولي، يحضر الركن بحضورٍ لافت، منظّم بعناية، يعكس حرص الجهات الثقافية على تمكين الكاتب السعودي، حيث يتيح للمؤلفين عرض كتبهم وتسويقها، وإدارة مبيعاتها، والاحتفاظ بحقوقهم الفكرية والعوائد المالية كاملة، في خطوة تعزز مفهوم النشر الذاتي وتدعمه بشكل عملي واحترافي.

ولا تقتصر أهمية ركن المؤلف السعودي على كونه مساحة بيع فقط، بل يتجاوز ذلك ليكون نافذة للتعريف بالأسماء الجديدة، وإبراز التجارب الأدبية الواعدة، وخلق الفرص للحوار والتفاعل مع القرّاء، الذين يجدون في هذا الركن تنوعًا ثريًا يعكس اتساع المشهد الثقافي السعودي واختلاف مدارسه وأصواته.

ويؤكد استمرار مشاركة ركن المؤلف السعودي في جميع معارض الكتاب الدولية داخل المملكة، مثل معرض الرياض وجدة والمدينة المنورة ، التزامه بدوره الثقافي، واستمراريته كمشروع داعم للمبدعين، يرافقهم في كل محطة ثقافية كبرى، ويمنحهم فرصة الحضور في المشهد الأدبي المحلي جنبًا إلى جنب مع دور النشر الكبرى.

بهذا الدور، أصبح ركن المؤلف السعودي شاهدًا على تطور الحركة الأدبية في المملكة، ومساحة تُروى فيها قصص الكتّاب قبل قصص كتبهم، ويُجسَّد من خلالها الاهتمام الحقيقي بالإنسان المبدع، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية ٢٠٣٠، التي تضع الثقافة والمعرفة في صميم التنمية وبناء المستقبل .
التعليقات