×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

المطر حين يمرّ من داخلنا

المطر حين يمرّ من داخلنا
بقلم : عامر آل عامر 
لا يهطل المطر دفعة واحدة.

يبدأ فكرة، ثم يتحوّل إلى إحساس، ثم يستقر في القلب كحقيقة هادئة.

تحت الغيم، لا نشعر بالبرد بقدر ما نشعر بالانكشاف الجميل،
كأن السماء تزيح الغطاء عن أرواحنا لتتأكد أننا ما زلنا قادرين على الفرح.

المطر لا يطرق الأبواب.

يدخل من الشقوق الصغيرة التي أهملناها في صدورنا،
فيغسل ما علق هناك من صبرٍ مُجهد، ومن صمتٍ طال أكثر مما ينبغي.

في حضرته، تتغير علاقتنا بالأشياء.

تصير الطرق أقل قسوة، والذكريات أقل حدّة،
حتى الوقت نفسه يمشي على مهل،
كأنه يخشى أن يوقظ الحزن النائم في الزوايا.

المطر لا يعدنا بشيء.

لكنه يمنحنا شعورًا عابرًا بالاكتفاء،
ذلك الاكتفاء الذي يجعلنا نؤمن أن النجاة ليست حدثًا كبيرًا،
بل لحظة صفاء قصيرة تتكرر كلما هطلت السماء.

نبتسم دون أن نبحث عن سبب،
وننسى الهموم دون أن نقرر النسيان.

كل ما في الأمر أن الغيم يشرح البال،
وأن القلب، حين تبتله الرحمة، يتذكر طريقه إلى الطمأنينة.
التعليقات