×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

حين تركض الأيام.. ويقف العمر على أعتاب عام جديد

حين تركض الأيام.. ويقف العمر على أعتاب عام جديد
بقلم : عامر آل عامر 
تمر الأيام وكأنها خيوط زمن تنساب من بين أيدينا بسرعة لا تمنحنا فرصة لالتقاط أنفاسنا.
نستيقظ على بداية، ونتفاجأ بنهاية، ونكتشف فجأة أن عامًا كاملًا انسلّ من بين أصابعنا دون أن نشعر، وكأن الوقت قرّر أن يسبقنا دائمًا بخطوة.

تتكدس الذكريات في زوايا القلب، بعضها يبتسم، وبعضها يؤلم، وبعضها يعبر دون أثر.
ومع كل ذكرى، ندرك أن الحياة ليست في عدد الأيام، بل في تلك اللحظات الصغيرة التي منحتنا معنى، وفي تلك التفاصيل التي لم ننتبه لعمقها إلا بعدما مضت بعيدًا.

وها هو العام الميلادي الجديد يقف عند مشارف بدايته، يشبه كتابًا جديدًا بصفحات بيضاء، ينتظر حبر أحلامنا وجرأة قراراتنا.
ننظر إليه بشيء من الحنين للماضي، وشيء من الشغف للمستقبل، وشيء من الدهشة كيف مضى كل هذا الوقت ونحن نظن أننا ما زلنا في بدايته.

في نهاية كل عام، يمر أمامنا شريط طويل من الصور.
وجوهٌ غابت، وأخرى ظهرت.
طرقٌ سلكناها بإصرار، وطرقٌ تركناها خوفًا.
أبوابٌ فُتحت، وأخرى أُغلقت.
وفي كل مشهد، نتعلم أن الحياة لا تمنحنا كل شيء، لكنها تمنحنا دائمًا ما يكفينا لنستمر.

لقد أدركنا أن الأيام تركض لأننا نكبر، وأن السنين تتسارع لأننا نحمل على عاتقنا أحلامًا كثيرة لا تنتهي.
ولربما كانت سرعة الزمن رسالة خفية تقول لنا:
لا تؤجلوا الفرح.
لا تؤجلوا المحبة.
ولا تتركوا أمنياتكم معلقة على حافة الغد.

ومع دقات الساعات الأخيرة من هذا العام، نقف أمام أنفسنا بصدق.
نسامح ما كان، ونشكر ما تحقق، ونتصالح مع ما سقط منا في الطريق.
نستقبل العام الجديد بقلوب خفيفة، وأرواح تعلمت أن لا تبالغ في الحزن ولا في الفرح، بل أن تحيا بتوازن ورضا.

فلتكن أيامنا القادمة أجمل مما مضى.
ولنمنح أعمارنا قيمة لا تصنعها السنوات، بل تصنعها النوايا الطيبة، والعمل الصادق، واليقين بأن القادم يحمل ضوءًا جديدًا ونافذة أوسع للأمل.
التعليقات