×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

التشافي من الخذلان وعودة الوعي لقيمة الذات

بقلم / لينا عبدالغفور 

يعد الخذلان واحداً من أهم التجارب الذي يترك أثراً عميقاً في النفس، غير أن المرحلة التي تليه تحمل تحوّلًا مهمًا في نضج الإنسان ووعيه العاطفي.

التشافي لا يعني نسيان ما حدث، بل تجاوز تأثيره، وإعادة ترتيب الداخل بما يسمح بالاستمرار دون ثِقل ما مضى، وفي هذه المرحلة، يتوقف الفرد عن البحث عن تفسيراتٍ للنهايات، ويستعيد ثقته بذاته بعيدًا عن محاولات إرضاء الآخرين.

تصبح القرارات أكثر وعيًا، والعلاقات أكثر انتقاءً، ويظهر إتزانٌ جديد يحمي القلب من التكرار المؤلم.

كما تتكوّن قناعة بأن ما مضى لم يكن خسارة خالصة، بل درسًا يعيد تشكيل الشخصية بطريقة أكثر قوة ورزانة.

وتشير ملامح ما بعد التشافي إلى هدوء داخلي يسمح بتقبّل الماضي دون مرارة، والنظر للمستقبل بثقة أكبر، لا يعود الجرح مفتوحًا، بل ندبة ناضجة تذكّر بالعبور، لا بالسقوط.

هنا يدرك الإنسان أنه نجا وتعلّم، وأنه أصبح أقرب لذاته مما كان عليه.

في النهاية، تمثل هذه المرحلة خطوة ثابتة نحو حياة أكثر وعيًا، حيث يصبح الاحترام قيمة أساسية، والاختيار فعلًا واعيًا، والخذلان صفحة طُويت دون أن تُطفئ نور القلب.
التعليقات