في زمن الضجيج الرقمي.. هل ينجو السرد الهادئ؟

بقلم / سمحه العرياني
تشق الكلمات طريقها بصعوبة وسط صخب العالم الرقمي، الذي تتنافس فيه المنشورات القصيرة على لفت الانتباه وتتغذى فيه خوارزميات السرعة على اللحظات العابرة، في هذا العالم، يبرز تساؤل مهم حول مصير السرد الهادئ، الذي يعتمد على التأمل والعمق والكلمة الرصينة، ويواجه تحديًا غير مسبوقًا في زمن يفضل فيه الجمهور الإيجاز والسرعة.
هل لا يزال هناك متسع للحكايا التي لا تلهث خلف "الترند"؟ أم أن الضجيج الرقمي قد حكم على هذه الأصوات بالانقراض،لتصبح مجرد أصداء باهتة في فضاء إلكتروني لا يبالي إلا بما هو سريعٌ ومستهلك؟
تكمن التحديات التي تواجه السرد الهادئ في طبيعة المنصات الرقمية نفسها، تُصمم وسائل التواصل الإجتماعي لتكون "ساحة ضوضاء"، حيث يجب على المحتوى أن يصرخ ليُسمع، وأن يكون مصممًا لجذب الانتباه في أجزاءٍ من الثانية، وتتطلب هذه السرعة غالبًا تبسيط الأفكار المعقدة، والإعتماد على العاطفة المباشرة، والتخفيف من التفاصيل التي تمنح السرد عمقه.
يعتمد السرد الهادئ في المقابل على بناء عالم متكامل من المعاني، عبر الكلمات التي تُنسج بهدوء وتُبنى بعناية، ليصنع أثرًا في القارئ لا يزول بمرور الزمن.
يضع هذا التباين الكاتب في مأزقٍ يخاطر فيه إذا اختار مجاراة الضجيج بفقدان جوهر سرده، ويواجه خطر ألا يسمعه أحد إن أصر على هدوئه.
يخبرنا التاريخ أن "الكلمة الخالدة لا تولد في الزحام، بل في لحظة صفاء بين الكاتب وذاته ، يظل الجمهور الذي يبحث عن العمق موجودًا، لكنه يتطلب جهدًا أكبر للعثور عليه، وهذا الأمر يفسر صمود بعض المدونات والمقالات الطويلة التي تكتسب جمهورًا نوعيًا ومخلصًا، لا يربط تفاعله بِالكَم، بل بالجودة.
اكتسب السرد الهادئ أشكالًا جديدة في العصر الرقمي، ظهرت منصات ومنتديات متخصصة في مواجهة المحتوى السريع والمسطح تهتم بالتحليل والعمق، تجمع أفرادًا يشاركون الشغف نفسه بالقراءة المتأنية والإطلاع على الأفكار المركبة ، فنجح بعض المبدعين الرقميين في تقديم محتوى هادئ ومتعمق عبر وسائط متعددة مثل البودكاست والفيديوهات الوثائقية، ليكسرون قاعدة السرعة من أجل تقديم قيمة أعمق وأكثر ديمومة.
يبقى السرد الهادئ في النهاية، دعوة للإحتفاء بالصمت والإبداع، تكمن نجاته في إعادة تعريف النجاح، فليس كل ما ينتشر هو ما يبقى.
يُقاس الأثر الحقيقي بعمق التأثير، لا بعدد النقرات .
يُدرك الكاتب الحقيقي، في عمق عزلة إبداعه، أن صمته هو وطنه، وأن كلمته الهادئة ستجد دائمًا من يسمع نبضها الحقيقي ويحتفي بعمقها، حتى وإن لم يلتقطها الجميع.
تشق الكلمات طريقها بصعوبة وسط صخب العالم الرقمي، الذي تتنافس فيه المنشورات القصيرة على لفت الانتباه وتتغذى فيه خوارزميات السرعة على اللحظات العابرة، في هذا العالم، يبرز تساؤل مهم حول مصير السرد الهادئ، الذي يعتمد على التأمل والعمق والكلمة الرصينة، ويواجه تحديًا غير مسبوقًا في زمن يفضل فيه الجمهور الإيجاز والسرعة.
هل لا يزال هناك متسع للحكايا التي لا تلهث خلف "الترند"؟ أم أن الضجيج الرقمي قد حكم على هذه الأصوات بالانقراض،لتصبح مجرد أصداء باهتة في فضاء إلكتروني لا يبالي إلا بما هو سريعٌ ومستهلك؟
تكمن التحديات التي تواجه السرد الهادئ في طبيعة المنصات الرقمية نفسها، تُصمم وسائل التواصل الإجتماعي لتكون "ساحة ضوضاء"، حيث يجب على المحتوى أن يصرخ ليُسمع، وأن يكون مصممًا لجذب الانتباه في أجزاءٍ من الثانية، وتتطلب هذه السرعة غالبًا تبسيط الأفكار المعقدة، والإعتماد على العاطفة المباشرة، والتخفيف من التفاصيل التي تمنح السرد عمقه.
يعتمد السرد الهادئ في المقابل على بناء عالم متكامل من المعاني، عبر الكلمات التي تُنسج بهدوء وتُبنى بعناية، ليصنع أثرًا في القارئ لا يزول بمرور الزمن.
يضع هذا التباين الكاتب في مأزقٍ يخاطر فيه إذا اختار مجاراة الضجيج بفقدان جوهر سرده، ويواجه خطر ألا يسمعه أحد إن أصر على هدوئه.
يخبرنا التاريخ أن "الكلمة الخالدة لا تولد في الزحام، بل في لحظة صفاء بين الكاتب وذاته ، يظل الجمهور الذي يبحث عن العمق موجودًا، لكنه يتطلب جهدًا أكبر للعثور عليه، وهذا الأمر يفسر صمود بعض المدونات والمقالات الطويلة التي تكتسب جمهورًا نوعيًا ومخلصًا، لا يربط تفاعله بِالكَم، بل بالجودة.
اكتسب السرد الهادئ أشكالًا جديدة في العصر الرقمي، ظهرت منصات ومنتديات متخصصة في مواجهة المحتوى السريع والمسطح تهتم بالتحليل والعمق، تجمع أفرادًا يشاركون الشغف نفسه بالقراءة المتأنية والإطلاع على الأفكار المركبة ، فنجح بعض المبدعين الرقميين في تقديم محتوى هادئ ومتعمق عبر وسائط متعددة مثل البودكاست والفيديوهات الوثائقية، ليكسرون قاعدة السرعة من أجل تقديم قيمة أعمق وأكثر ديمومة.
يبقى السرد الهادئ في النهاية، دعوة للإحتفاء بالصمت والإبداع، تكمن نجاته في إعادة تعريف النجاح، فليس كل ما ينتشر هو ما يبقى.
يُقاس الأثر الحقيقي بعمق التأثير، لا بعدد النقرات .
يُدرك الكاتب الحقيقي، في عمق عزلة إبداعه، أن صمته هو وطنه، وأن كلمته الهادئة ستجد دائمًا من يسمع نبضها الحقيقي ويحتفي بعمقها، حتى وإن لم يلتقطها الجميع.