×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

جولة في جدة التاريخية

بقلم / خلود عبد الجبار 

في قلب جدة التاريخية حيث تختلط رائحة الخشب العتيق بنسمات البحر بدأت الحكاية عندما وقفنا أمام بيت نصيف، ذلك الصرح الذي يشبه ذاكرة مفتوحة على الزمن، كل زاوية فيه تحكي أثرًا وكل طابق يروي سيرة أُناسٍ مروا من هنا في زمن كان فيه البيت مجلسًا وملتقى ووجاهة لأهله.

رافقنا المؤلف والأديب صالح عطية في جولة ثرية تشبه درسًا ممتدًا في التاريخ والجمال سار بنا بين الأزقة، ورسم بالكلمات ملامح جدة القديمة وفتح لنا أبواب الحكايات التي تخبئها الرواشين الأربعة روشان مفتوح يدخل منه الضوء والهواء ،وروشان مغلق يحفظ خصوصية العائلة ،وروشان منقوش بدقة مذهلة، وروشان مزخرف بالبغدادي كأنه قطعة فنية معلقة على الجدار.

وعند أبواب البيوت توقف بنا طويلًا يحدثنا عن تفاصيل لا تنتبه لها العين إلا إذا توقفت بحبٍ أمامها، فباب الحجازي لم يكن بابًا عاديًا، بل رسالة احترام ووقار وممر صغير يهيئ الضيف للدخول برهبة لطيفة، وكان لطرق الباب دلالاته يعرف بها أهل الدار من القادم قبل أن يفتحوا.

كانت الجولة أشبه بعبور هادئ إلى الماضي، نافذة نطل منها على جدة التي كانت وما زالت مدينة تحفظ تاريخها كما يحفظ البحر سر أمواجه، ليظل المكان شاهدًا على جمال لم يبهت رغم مرور العمر .
التعليقات