×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

السعادة اختيار… لا تنتظرها بل اصنعها

بقلم / سمحه العرياني 

السعادة لا تُهدى، ولا تأتي على هيئة حدثٍ منتظر، بل تُولد من الداخل… من قراراتٍ صغيرة نتخذها كل يوم، من طريقة التفكير، من خلال القدرة على التقاط النعم التي تحيط بنا مهما كانت بسيطة.

اصنعوا سعادتكم قبل أن تنتظرونها؛ فالحياة رغم ازدحامها وتقلّب ظروفها، تصبح أكثر لطفًا حين نختار النظر إليها بوعي وطمأنينة.

إن السعادة تنمو حين ندرك أن مفاتيحها بين أيدينا، وأننا قادرون على تشكيلها كما نشاء، مهما تغيّرت الحياة من حولنا.

رحلة السعادة لا تُمنح بقدر ما تُبنى ،فلننظر إلى ما لدينا، لا إلى ما ينقصنا، ونحتفي بما أنجزناه بدل التركيز على ما لم يتحقق بعد.

فلنستحضر النعم من حولنا
ونستشعر لطف التفاصيل التي تُهدينا الطمأنينة:
صحتنا، بيوتنا، أهلنا، ذرياتنا، وأرزاقنا.

السعادة ليست في كثرة المال ولا في تتابع الأسفار، بل في امتنانٍ صادق يملأ القلب رضا ويعيد ترتيب المشاعر بهدوء.

فلنؤمن بأن القضاء كله خير
بأن كل ما قدّره الله لنا، وما صرفه عنا، هو الخير بعينه، حتى لو لم تظهر حكمته الآن.

فالإيمان بالقضاء والقدر يزرع في الروح يقينًا، وفي القلب سكينة لا تهزّها الأيام.

فلنتعلم النظر إلى الإيجابيات ونتغاضى عن النقص ،إلى جوانب الموجود في حياتنا،
القناعة لا تُلغي الطموح، بل تهذّبه وتجعله سعيًا متزنًا بعيدًا عن التشتت.

وفي واقع الحياة:
العاطل يشكو الفراغ، والموظف يشكو ضغوط العمل، والثري يشكو الخوف من فقدان مايملكه، والفقير يشكو حاجته…
ومع ذلك، تبقى السعادة غائبة عمّن لم يتعلم الرضا.

الزموا الدعاء واغسلوا أرواحكم بالاستغفار ، الدعاء يفتح أبواب الرجاء، والاستغفار يطهّر الروح من أثقال الأيام.

ومع القرب من الله، تتبدد الهموم ويشرق الرضا.

تذكّروا حقيقة الدنيا
فهي ممرّ لا مقرّ، وابتلاء لا بقاء،
ومع ذلك، فهي مليئة بنعمٍ لا تُعد ولا تُحصى.

وفي هذه النعم تكمن السعادة الحقيقية التي لا تزول، ويبقى اليقين واضحًا:
نحن مصدر سعادتنا… لا أحد غيرنا.
التعليقات