×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

لا تشرح.. تتجلى

لا تشرح.. تتجلى
 
سرّ البهاء الذي أُنسيته نفسك.
لماذا تُرهق نفسك في الشرح؟
لماذا تُذوّق روحك مرارةَ التبرير؟
لماذا تظنّ أنك بحاجة إلى شهادة وجود من أحد؟

الحقيقة التي لا يعرفها إلا القليلون:
كلما قلّ شرحك.. ازداد بهاؤك.
كلما صمتّ بحكمة.. علا نفوذك.
كلما توقفت عن ترديد قيمتك.. تجلّت للعيون.

الأشجار لا تشرح ظلالها.
والنجوم لا تشرح ضوءها.
والأزهار لا تشرح عطرها.
فلماذا أنت - أيها الإنسان الثمين - تشرح جوهرك؟

الشرحُ ينبع من شعور بالنقص.
والتبريرُ ينبت من تربة الشكّ.
والإطنابُ يصدر عن خوف خفيّ.
أما الصمت الواثق.. فهو لغة الملوك.

ثلاث حالات فقط تستحق الشرح:
عندما تخطئ وتريد الإصلاح.
عندما تحب وتريد التعبير.
عندما تعلّم وتريد الإفادة.
أما غير ذلك.. فاترك كينونتك تتحدث عنك.

كيف تتجلى دون كلمة؟
بهدوءك.. حين يثور الجميع.
باتساقك.. بينما يتذبذب الآخرون.
بصنيعك.. حين يكتفي الناس بالكلام.
بنظرتك.. التي تقول كل شيء دون حرف.

تذكّر:
الناس إما أن يشعروا بقيمتك.. أو لا يشعروا.
لا تستطيع أن تفرض على أحد أن يرى جمال القمر.
إما أن يرفع رأسه.. أو يبقى منشغلًا بالتراب.

اليوم.. قرر:
أن تتوقف عن شرح من تكون.
أن تترك أفعالك تتحدث نيابة عنك.
أن تصدق أن وجودك أعظم من أي كلمة.
أن تثق أن من يستحقك.. سيراك دون حاجة لشرح.

كن كالشمس.
لا تُعلن عن شروقها.
ولا تشرح سخاءها.
ولا تبرر دفئها.
ببساطة.. تشرق.
فيرى الجميع نورها.
ويشعر الجميع بحرارتها.
ويعرف الجميع قوتها.
لا تشرح.. فقط تجلّ
التعليقات