×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أميرة آل عيسى … فارسةٌ تنحت المجد بخطى واثقة

بقلم : عامر آل عامر 
كجبال رجال ألمع التي تتزين ببهاء التاريخ وعبق الأصالة، تقف أميرة آل عيسى شامخةً في ميدان الفروسية، تحمل في نظراتها عزمًا يشبه صلابة الجبال، وفي خطواتها على صهوة الحصان روحًا تفيض قوةً وثباتًا.
نشأت بين قمم العز، فشبّت على الكبرياء والاعتزاز، وورثت من موطنها الأصالة، ومن الخيل العزيمة، ومن الميدان حب التحدي والتميز.

منذ طفولتها، كانت الخيول عالمها الأجمل. تقترب منها بثقة، وتحتضن صهيلها كما تحتضن الروح حلمها.
لم تكن تلك البداية مجرد لهوٍ بفرسٍ صغير، بل كانت أولى خطواتها نحو مجدٍ تصنعه بيديها.
ومع مرور الأيام، أخذ شغفها يكبر، وتكبر معه خطواتها في الميدان، حتى أصبحت واحدة من الأسماء التي يُشار إليها بإعجاب وفخر.

ورغم صِغر سنها، استطاعت أميرة آل عيسى أن تحقق العديد من البطولات، لتثبت أن العزيمة لا ترتبط بالعمر، وأن البطولات لا تُصنع بالكِبر فقط، بل بالإصرار والإيمان.
في كل سباقٍ تشارك فيه، تترك بصمةً خاصة بها، حضورها يسبق خطواتها، وصهيل حصانها يروي حكاية فتاةٍ لم تكتفِ بأن تحلم… بل قررت أن تنتصر.

في لحظات الانطلاق، يلتقي في ميدانها الماضي بالحاضر.
ترى في الفروسية أكثر من مجرد رياضة، تراها إرثًا عظيمًا يربطها بجذور وطنٍ مجيد، وهويّةٍ عربيةٍ أصيلةٍ امتزج فيها العز والشرف.
تؤمن أن الفروسية ليست سباقًا للفوز فقط، بل ميدانٌ لتربية النفس على الصبر، والانطلاق بثبات، ومواجهة التحديات بكل شجاعة.

كل منصة صعدت إليها لم تكن مجرد لحظة تكريم، بل كانت شهادة جديدة على أن الصغيرة التي بدأت حلمها بين الجبال أصبحت اليوم رمزًا لفارسةٍ تحمل لواء التميز.
بوجهٍ تشرق فيه ملامح القوة، وبروحٍ تعرف أن طريق البطولات لا يُمنح، بل يُنتزع بخطى من ذهب.

وهي اليوم، بعمرها الصغير، تقف بين الفارسات الكبار بثقةٍ لا تعرف التردد، كنجمةٍ أشرقت في سماء الفروسية، وكجبلٍ لا يهتز.
حلمها لا يتوقف عند حدود الإنجازات المحلية، بل يتجاوزها إلى آفاقٍ أوسع، تُمثّل فيها الوطن في المحافل الدولية، لتقول للعالم إن في السعودية فارسات يصنعن المجد.

أميرة آل عيسى ليست مجرد فارسة، بل حكاية إلهام لفتاةٍ قررت أن تكتب اسمها على صهوات الخيل، لتصبح جزءًا من مسيرة وطنٍ لا يعرف المستحيل.

كجبال رجال ألمع، ستظل شامخة، لا تنحني، تحمل الحلم فوق سرجٍ من طموح، وتنطلق نحو المستقبل بكل ما في العزم من صلابة، وبكل ما في الروح من إشراق.
التعليقات