×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

صُنّاع الطمأنينة في مستشفى رجال ألمع

صُنّاع الطمأنينة في مستشفى رجال ألمع
بقلم : رشيد محمد آل جلي 
ليست البطولة دائمًا في لحظات الظهور، فهناك بطولات صامتة تنبض في الظل، لا تُعلن عنها المنصات ولا تتصدر نشرات الأخبار، لكنها تُزرع في قلوب الناس وتبقى آثارها عميقة.
في مستشفى رجال ألمع، تتجلى هذه البطولة يوميًا في وجوه موظفي استقبال الطوارئ والعيادات الخارجية… أول من يلتقي بالمريض، وأول من يلمس خوفه ويقرأ في عينيه القلق.

الاستقبال في المستشفيات ليس ممرًا عابرًا، بل هو البوابة الأولى للعلاج.
عنده يذوب التوتر أمام ابتسامة صادقة، وتخفّ وطأة الألم بكلمةٍ دافئة، ويستعيد المراجع ثقته حين يجد من يصغي له بلطفٍ وصبرٍ واحتراف.

في تلك المساحة المزدحمة بالوجع، يقف موظفو الاستقبال بثباتٍ يشبه اتزان الجبل.
صبرهم في وجه الزحام ليس مجرّد أداء وظيفي، بل رسالة إنسانية هادئة.
ولطفهم في التعامل مع كل مريض ليس سلوكًا عابرًا، بل نبض رعاية حقيقية.
أما تنظيمهم الدقيق وتواصلهم الفعّال ومظهرهم الاحترافي، فكلها تفاصيل تُشكّل لوحة منسجمة لا يراها الجميع… لكن أثرها يبقى حاضرًا في كل رحلة علاج ناجحة.

إنهم لا يرتدون العباءات البيضاء ولا يجرون العمليات المعقدة، لكنهم يحملون على عاتقهم مهمة لا تقلّ نبلاً: زرع الطمأنينة في لحظة القلق، وفتح أبواب الثقة قبل فتح أبواب العيادات.

من يمرّ بهم مريضًا أو مراجعًا، يخرج وهو يحمل في ذاكرته صورة لموظفٍ استقبله بابتسامةٍ حقيقية.
وهنا تكمن القيمة… فبعض الابتسامات تداوي أكثر مما تفعل الأدوية.

وفي النهاية… من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
فهؤلاء الجنود الصامتون يصنعون الفرق دون ضجيج، ويكتبون في وجدان المرضى قصص شفاء لا تُروى بالكلمات.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر