×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

البصيرة… نورٌ داخلي يرى ما لا يُقال

البصيرة… نورٌ داخلي يرى ما لا يُقال
بقلم : عامر آل عامر 
البصيرة ليست مجرد قدرة على النظر، بل نافذة سرية تفتح في أعماق الوعي، تريك ما لا يُقال، وتكشف لك ما يختبئ خلف الأشكال والملامح. فالعين تلتقط الصورة، أما البصيرة فتسكنها، وتفككها، وتقرأ ما خلفها من إشاراتٍ خافتة لا يسمعها سوى من اعتاد الصمت العميق.
هي شعور لا يُترجم بسهولة.
كأنك تسمع نغمةً في قلبك حين يلتزم العالم الصمت.
كأنك تفهم الوجع دون أن يُقال، وتلمح الحقيقة دون أن يُشار إليها.
لا تحتاج إلى كلماتٍ كثيرة، يكفيك أن تصغي لما بين السطور، أن تقرأ العيون، أن تدرك ما خفي.
البصيرة هدوء، لا تُجيد الصراخ ولا تُحب الزحام. تسير بخطى واثقة في الطرق المظلمة، لأنها لا تعتمد على الضوء، بل على نورٍ مزروعٍ في الداخل. نور لا يُرى، لكنه يضيء كل شيء.
من يمتلك البصيرة لا يُخدع بالمظاهر، ولا يغتر ببريق اللحظة.
يعرف أن خلف الهدوء عاصفة أحيانًا، وأن خلف الوجوه أقنعة، وخلف الأقنعة وجوهًا أخرى لا يراها إلا من تعلّم أن ينظر من الداخل.
هي حكمة لا تُدرّس، وإحساس لا يُفسّر. إنها ذلك الصمت المطمئن وسط صخب العالم، وذلك الضوء الخافت الذي لا يخونك حين تتوه كل الإشارات.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر