×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الصبر بوصفة الملياردير!

الصبر بوصفة الملياردير!
 
على متن طائرته الخاصة، محاطًا بالترف الذي يُشترى بالدولار واليورو، أرسل الملياردير نصيحته الباهرة لأصحاب الذين انقطع عنهم الضمان الاجتماعي: "اصبروا"! نعم، كلمة واحدة، سهلة النطق، صعبة التنفيذ، خاصة لمن تقطعت بهم السبل.

يبدو أن الطائرة الخاصة، بالنسبة للرجل، ليست وسيلة سفر فقط، بل منصة لتوزيع دروس الحياة النظرية، وكأن الفقر خطأ أخلاقي، وكأن الصبر دواء يُقدّم من مقصورة مزودة بشاشات ترفيهية وطائرات خاصة، بينما الواقع البشري يُصرخ من أسفل، بلا ضمان بلا رحمة.

الكوميديا السوداء هنا لا تخطئها العين: رجل لم يعرف يومًا معنى الانتظار أو نقص الرزق، يُلقي من السماء نصائح عن الصبر، وكأن الفقراء ملزمون بالابتسام وهم يحاولون دفع فواتيرهم، وكأن الكلمات المنمقة من فوق السحاب تُسمن من جوع.

الصبر في قاموسه صار سلعة فاخرة، تُوزع لمن يستطيعون سماعها، بينما الأرض تعجّ بالناس الذين لا يملكون حتى طائرة لتطير بهم من الواقع القاسي إلى رفاهية كلامية خيالية.

في النهاية، يبقى السؤال المثير للسخرية: هل الصبر حقًا حل؟ أم أنه مجرد بطاقة تهنئة من مقصورة الطائرة، توزّع على من يرزحون تحت وطأة الحياة، لتبدو الفجوة بين الغنى والفقر… أوسع، وأعمق، وأقسى؟
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر