×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

روحانية الجمعة في البيوت السعودية

روحانية الجمعة في البيوت السعودية
إعداد وتصوير / خلود عبد الجبار 
يوم الجمعة هو سيد الأيام وأعظمها عند المسلمين، فقد جعله الله تعالى عيداً أسبوعياً تتجدد فيه الروح بالعبادة، وتصفو فيه النفوس بالذكر والطاعة. وقد وردت في فضله أحاديث نبوية كثيرة، منها قول الرسول ﷺ: “خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة”. كما أن هذا اليوم تميز بخصائص عدة، أبرزها صلاة الجمعة التي يجتمع فيها المسلمون في المساجد، يستمعون إلى خطبة موحدة تجمع بين التوجيه الديني والنصيحة الاجتماعية، ثم يؤدون الصلاة في خشوع وطمأنينة.

ومن السنن المستحبة فيه الاغتسال، والتطيب، والتبكير إلى المسجد، والإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، وقراءة سورة الكهف، إضافة إلى الإكثار من الدعاء في الساعة التي وعد الله فيها بالإجابة.

أما في البيت السعودي، فيحمل يوم الجمعة طابعاً روحانياً واجتماعياً مميزاً، حيث تبدأ أجواء الصباح بقراءة القرآن الكريم التي يعلو صوتها في أرجاء المنزل، وتفوح رائحة البخور والعطور العربية الأصيلة من المجامر المزخرفة التي توضع في مجالس البيت، لتضفي لمسة من السكينة والبهجة. وفي حين يستعد الرجال والأبناء للذهاب إلى صلاة الجمعة، تبدأ الأمهات في تحضير الأطباق التقليدية الشهيرة مثل الكبسة والجريش والمندي، وهي وجبات باتت رمزاً لاجتماع العائلة في هذا اليوم المبارك.

وبعد العودة من الصلاة، تكتمل الطقوس بجلوس أفراد الأسرة على مائدة الغداء الكبيرة التي تجمع الأجيال كلها، كباراً وصغاراً، حيث يسود جو من الألفة والرحمة، وتدور الأحاديث العائلية التي تعزز من روابط المحبة وتؤكد قيمة الترابط الأسري.

وغالباً ما يتبادل الحضور الدعاء والتهنئة بهذا اليوم، لتغدو لحظاته امتداداً للبركة التي يحملها في معانيه الدينية.

ولا تقتصر أجواء الجمعة في المجتمع السعودي على البيوت فحسب، بل تتسع لتشمل الزيارات العائلية وصلة الرحم، حيث يحرص الكثيرون على زيارة الأقارب أو استقبال الضيوف بعد الصلاة، في مشهد يعكس أصالة العادات العربية الممزوجة بالروح الإسلامية. وتُعتبر النظافة والتجميل جزءاً أساسياً من طقوس هذا اليوم، إذ تهتم ربات البيوت بترتيب المنزل وتجميله وكأنه يوم احتفالي خاص.

بهذا يظل يوم الجمعة يوماً استثنائياً يجمع بين العبادة الخالصة لله، والالتزام بالسنة النبوية، وبين العادات الاجتماعية المتوارثة في السعودية، ليشكل لوحة متكاملة من الروحانية والهوية والثقافة الأصيلة التي تربط الماضي بالحاضر، وتجعل الجمعة يوماً لا يشبه سائر الأيام
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر