×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

نباح النكرات في طريق المعلم

نباح النكرات في طريق المعلم
 
صرنا في زمنٍ يعلو فيه صوت النكرات على حين غفلة، زمنٍ يتجرأ فيه صغار العقول على قمم الجبال، زمنٍ صار فيه استفزاز المعلم عند الجهلة شجاعة، وهو في حقيقته فضيحة تفضح خواءهم قبل أن تمس المعلم في شيء.

المعلم هو منارة المعرفة، وجذر الأمة، وصوت الحكمة الذي لا يُشترى ولا يُباع، فهل يضير البحر نباح الكلاب على شواطئه؟
وهل يطفئ غبار الطريق شمس الظهيرة؟
إنما هي أوهام النكرات التي تتبخر مع أول نسمة وعي.

كل نكرةٍ يظن أنه بانتقاص المعلم يثبت ذاته، ما هو إلا كمن يحاول خدش السماء بمسمار صدئ.
التاريخ لم يحفظ يومًا أسماء العابثين، بل طواهم في مزابل النسيان، بينما حفظ أسماء من علّموا، وربّوا، وتركوا أثرًا خالدًا في قلوب الأجيال.

المعلم حين يُستفز، لا يهتز، لأنه يعرف أن أصواتهم صدى فراغ، وأن حروفهم مجرد رماد.
أما وقاره فيزداد، وهيبته تترسخ، وأثره يمتد كالنهر الجاري، يسقي العقول ويُحيي القلوب.

إن النكرات الذين يستفزون المعلمين يعيشون على فتات الاهتمام، لا يعرفون قيمة الكلمة ولا مكانة القلم، وما يدرون أن الذي يستهزئون به اليوم هو من علّمهم كيف يكتبون أسماءهم، وكيف يتهجون أولى الحروف.

فليستفزوا ما شاءوا، فالمعلم جبل، والجبل لا تهزه رياح الصغار، وإنما يظل شامخًا، يطل على التاريخ من عليائه، بينما يسقطون هم في قاع العدم، كغبارٍ داسته الأقدام.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر