×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

المعلم السعيد.. سرّ إشعال شغف التعلم

المعلم السعيد.. سرّ إشعال شغف التعلم
بقلم : عامر آل عامر 
تتفق التجارب التربوية الحديثة على أن الطلاب لا يحتاجون إلى معلم مثالي يكتفي بنقل المعلومات، بقدر حاجتهم إلى معلم سعيد يزرع في نفوسهم الحافز ويغرس في قلوبهم حب التعلم.
وهذه الرؤية، التي أكدها البروفيسور فاينمان، تعكس حقيقة راسخة في عالم التربية: أن الطاقة الإيجابية للمعلم تصنع بيئة تعليمية ملهمة لا يضاهيها أي منهج أو وسيلة تعليمية.

إن المعلم السعيد يخلق في صفه أجواءً محفّزة على الإبداع والتفكير، ويجعل من المدرسة بيئة جاذبة، فيتعلّق الطلاب بها شغفًا لا إلزامًا. فابتسامة المعلم، وتشجيعه المتواصل، وتعاطيه الإنساني مع طلابه، كلها عوامل تُحوّل الدروس إلى رحلة ممتعة، وتغرس في نفوسهم يقينًا بأن التعلم ليس واجبًا ثقيلًا بل مغامرة يومية تفتح أبواب المستقبل.

ولعل الدور الأهم للمعلم السعيد لا يقف عند حدود الصف الدراسي، بل يمتد إلى صناعة جيل واعٍ يؤمن أن التعلم رحلة مستمرة لا تتوقف عند جدران المدرسة، بل ترافقهم في كل مراحل حياتهم.
فهو لا يبني عقولًا متفوقة فحسب، بل يصنع شخصيات متوازنة، قادرة على التكيف، وتملك أدوات البحث والاكتشاف، وتسعى للتطور باستمرار.

ومن هنا، تبرز أهمية دعم برامج تدريب وتأهيل المعلمين، وإطلاق مبادرات تهتم بتطوير مهاراتهم وتحفيزهم، وتوفير بيئات عمل تُمكّنهم من الإبداع وتمنحهم الشعور بالتقدير.
فالمعلم السعيد هو اللبنة الأولى لبناء مجتمع واعٍ، وجيل يسير بثقة نحو المستقبل، مؤمنًا بأن المعرفة هي الطريق الأضمن لصناعة نهضة حقيقية.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر