×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

“حين حمله بالظن… فحمله بالهيبة”

“حين حمله بالظن… فحمله بالهيبة”
بقلم / حسام الراشدي 
في لندن، حيث تتقاطع الثقافات وتلتقي الجنسيات، وقع شاب كويتي في موقف لم يتوقعه.

كان يوماً عادياً في معهد لغوي، حتى انقلبت الدروس إلى مشهد أقرب للأفلام… نظرة غريبة من شخص، ثم خطوة مفاجئة، فمحاولة اعتداء بسكين كادت تصل إلى عينه.

تدخلت الشرطة البريطانية بسرعة، روتين الإجراءات بدأ كالمعتاد، أسئلة وأوراق وتدوين إفادات. لكن لحظة واحدة بدّلت كل شيء… حين سأل أحد الضباط عن جنسيته، فأجاب: “عربي؛
هنا تغيرت ملامحهم، تبادلوا نظرات قصيرة، ثم قال أحدهم بلهجة حذرة:
“أرجوك… لا تُبلغ السفارة السعودية".

لم يكن الضابط يعرف أنه كويتي، لكنه كان يعرف – أو بالأصح يشعر – بما يعنيه أن يكون الشخص سعودياً، خاصة بعد حادثة مقتل الطالب السعودي في بريطانيا التي وضعت السلطات أمام ضغط دبلوماسي وإعلامي غير مسبوق.

في تلك اللحظة، أدرك الطالب أن الأمر أكبر من مجرد جنسية، وأعمق من لون جواز.

إنها الهيبة التي تسبق صاحبها، والاحترام الذي يُفرض قبل أن يُطلب.

الجواز السعودي ليس مجرد وثيقة سفر، بل رسالة سياسية تحملها يدك، تترجمها مواقف كهذه حتى مع من لا يملكه.

يكفي أن يُظن بك أنك سعودي، حتى تتغير طريقة التعامل، وتُحسب الخطوات بدقة، ويُعاد ترتيب الأولويات.

إنه جواز يروي عنك قبل أن تتكلم، ويحميك قبل أن تطلب، ويثبت للعالم أن خلف المواطن السعودي، هناك دولة لا تعرف التهاون في حق أبنائها.

هيبةٌ ليست في الورق، بل في التاريخ والمواقف والسيادة.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر