×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

تبوك.. لؤلؤة الشمال وعروس التطور

بقلم/ سلطان الفيفي 
قادني الشوق والحنين إلى زيارة تبوك بعد مغادرتها بـ13 عامًا، وبعد وصولي قطعت على نفسي عهداً بأن لا تكون هذه الزيارة هي الأخيرة إن شاء المولى عز وجل، وأقولها بكل صدق وأمانة أنني ذُهلت وسرني كثيراً ما شاهدت.
لقد شاهدت تبوك تتلألأ كعروس ترتدي ثوب الحضارة وتحتفظ بروح التاريخ، تبوك التي جمعت بين الأصالة والتجديد، فغدت لوحة فنية تتداخل فيها الألوان بين زرقة البحر وبياض الثلج وخضرة الحدائق ورونق العمران الحديث.
شهدت تبوك خلال السنوات الماضية قفزات تنموية هائلة، قاد دفتها الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، الذي جعل من تبوك وبدعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين نموذجًا يحتذى به في التخطيط الحضري. شوارع واسعة، أحياء منظمة، أسواق حديثة، ومجمعات تجارية تضاهي كبريات المدن العالمية، إلى جانب منتزهات وحدائق غنّاء تستقبل الزوار والعائلات بأجواء من البهجة والراحة.
ولا يكتمل مشهد تبوك دون التوقف عند المشاريع العملاقة التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها نيوم، الحلم السعودي الذي يبنى على أرض الواقع ليكون أيقونة المستقبل ووجهة الابتكار العالمي، هذه المشاريع جعلت من المنطقة نقطة جذب استثماري وسياحي، وفتحت أمامها آفاقًا جديدة للنمو والازدهار.
أما الطبيعة، فقد منحت تبوك خصوصية لا تضاهى؛ ففي الشتاء، تتوشح جبالها بغطاء أبيض من الثلوج، في مشهد يأسر القلوب ويجعل الزائر يظن نفسه في إحدى مدن أوروبا الباردة.
وفي الصيف، ورغم حرارة النهار، تنعم منطقة تبوك بليالٍ عليلة ونسائم لطيفة تدعو العائلات للخروج في نزهات ليلية بين الحدائق والمقاهي والمطاعم المفتوحة.
ولأن تبوك لا تكتفي بسحر البر، فهي بوابة إلى أجمل سواحل البحر الأحمر وخليج العقبة، حيث المدن التابعة لها: حقل بمياهها الفيروزية وإطلالتها على مصر والأردن، ضباء بمينائها العريق وشواطئها الذهبية، الوجه بتاريخها البحري العريق، وأملج التي توصف بمالديف السعودية، بجزرها الخلابة ورمالها البيضاء الناعمة.
إنها تبوك، حيث يلتقي عبق التاريخ بنبض الحاضر، وحيث يقود الحلم السعودي رحلة نحو مستقبل مشرق، فتظل شامخة، نابضة بالحياة، ووجهة لا تنسى لكل من يزورها.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر