×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

بين المودة الزائدة والقطيعة الصامتة.. عندما تُربك العلاقات بيئة العمل

بين المودة الزائدة والقطيعة الصامتة.. عندما تُربك العلاقات بيئة العمل
إعداد : ناجي الخلف 
في بيئة العمل حيث تُبنى النجاحات على التعاون والتكامل تبرز العلاقات بين الزملاء كأحد أهم عوامل الاستقرار أو الاضطراب غير أن هذه العلاقات لا تسير دائماً على وتيرة واحدة، بل تتأرجح أحياناً بين طرفي نقيض: الصداقة المفرطة التي تذيب الحدود المهنية والقطيعة الجاحفة التي تجمّد روح الفريق وتعطل الأداء

الصداقة المفرطة.. عندما تتلاشى المهنية

في بعض بيئات العمل تتطور العلاقات بين الزملاء إلى صداقات متينة تتجاوز الإطار المهني وقد يبدو ذلك صحيّاً في ظاهره، لكنه قد يتحول إلى عامل إضعاف للمساءلة والانضباط.
الصديق المقرب قد يتردد في النقد، أو يتغاضى عن الأخطاء مما يخلق بيئة غير عادلة لبقية الفريق ويضعف من هيبة القيادة ووضوح التسلسل الإداري بل وقد تُمارس المجاملة على حساب الكفاءة، فتضيع حقوق ويختل التوازن

القطيعة الجاحفة.. احتقان صامت يهدد الأداء

على الجانب الآخر تظهر القطيعة الجاحفة عندما تتوتر العلاقات بسبب خلاف أو سوء فهم، فتتحول الزمالة إلى صراع صامت يقتل التواصل ويغذي العزلة ويعرقل الإنجاز الجماعي هذا النوع من الجمود قد لا يُعلن لكنه يُلمس في برودة التعاون وفي فوضى توزيع المهام وفي غياب الدعم وقت الحاجة

لماذا نعيش هذه الازدواجية؟

السبب الجوهري غالباً ما يكون غياب الحدود الواضحة بين الشخصي والمهني
فالفرد في بيئة العمل يتنقل بين أدوار مختلفة: زميل و صديق وقائد أو تابع.
وحين يُغلب جانب على آخر دون وعي، تظهر هذه الازدواجية وتُخلق مسارات غير مستقرة للعلاقة

الحل.. مهنية بعقلية إنسانية

التوازن لا يعني أن نكون جافين أو جامدين، بل أن نكون مهنيين بأسلوب راقٍ يحترم الإنسان دون أن يتعدى حدود الدور المهني الصداقة في العمل ممكنة لكن بشرط ألا تطغى على الحياد والعدالة والخلافات أيضاً طبيعية لكنها لا ينبغي أن تتحول إلى قطيعة بل يجب أن تُدار بالحوار والنضج

في النهاية بيئة العمل الناجحة هي تلك التي تُبنى على الاحترام المهني لا على الولاءات الشخصية أو الصراعات الخفية فحين نُحسن إدارة العلاقات بوعي نُحسن إنتاجيتنا ونبني فرقاً قوية تقف على أرضية متماسكة .
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر