×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

تباريح ... من أنفاس الحلم إلى جدارية الضوء

إعداد وحوار : موضي العمراني 
في عالم تتناثر فيه الألوان كأحلامٍ مؤجلة، وتتمايل فيه الخطوط كأنفاس الروح، التقينا بالفنانة التشكيلية أمل العطوي، المعروفة بلقبها الفني “تباريح”، لنقترب من عوالمها الإبداعية، ونغوص في تفاصيل رحلتها التي نسجت فيها الجمال بخيوط الشغف، وحوّلت الفن من مشهد بصري إلى رسالة نابضة بالحياة.

من الواقعي إلى التجريدي، ومن الريشة التقليدية إلى التقنية الرقمية، تميزت “تباريح” بحضورٍ فني متجدد، وبمبادراتٍ ملهمة تهدف إلى تمكين الفن داخل المجتمع، خاصة بين الناشئة.
في هذا اللقاء، نفتح معها حوارًا في صحيفة الحقيقة يحمل بين سطوره تجارب ورؤى وأسئلة، لتبوح بإجاباتها من عمق اللوحة، ونبض اللون، وصفاء الرؤية.

نتعرف على الفنانة تباريح – أمل العطوي

أمل العطوي، المعروفة بلقبها الفني “تباريح”، فنانة تشكيلية ومدربة معتمدة في الفنون البصرية، وعضو في مجلس شباب منطقة تبوك في دورته الأولى. تُعد أول مدربة رسم رقمي في تبوك، وسبّاقة في تصميم أغلفة كتب .

تتنوع أعمالها بين المدارس الواقعية والتجريدية، وتمتاز بقدرتها على مزج الفن بالرسالة المجتمعية. شاركت في تنفيذ عدد من الجداريات والمبادرات الفنية، وتسعى من خلال تجربتها إلى تمكين الناشئة ونشر الوعي الجمالي والثقافي عبر الفن

1. كيف بدأت رحلتكِ مع الفن التشكيلي؟ وما الذي شكّل أول دفعة لكِ نحو هذا الطريق؟
بدأت رحلتي مع الفن بعد تخرجي، حين شعرت أن الوقت قد حان لأمنح شغفي كل ما أستطيع. الطموح كان دافعي الأول، والإيمان بأن اللحظة المناسبة قد حانت، كان شرارة البداية.

2. من الذي أطلق عليكِ لقب “تباريح”؟ وما معنى هذا الاسم بالنسبة لكِ؟
أطلقت والدتي – حفظها الله – عليّ هذا الاسم، وكأنها رأت فيّ ما لم أره بعد. “تباريح” تعني القوة والشدة، وهي تمثل لي عمق الشعور حين يبلغ مداه، وتجسّد ما يحمله فني من صدقٍ وأثر.

3. ما أول لوحة رسمتها؟ وهل ما زلتِ تحتفظين بها؟
كانت لوحة تُحاكي حلمًا قديمًا… بداية أولى نحو الضوء. ما زلت أحتفظ بها، لا لأنها الأجمل، بل لأنها الأقرب إلى قلبي.

4. هل ترين أن الفن فطرة تولد مع الإنسان، أم مهارة تُكتسب بالتعلّم والممارسة؟
الفن قد يكون فطرة، لكنه لا يزهر إلا بالممارسة والتعلّم المستمر. لا يكفي أن تولد موهوبًا، بل لا بد أن تنمّي هذه الموهبة وترويها لتثمر.

5. بين الواقعية والتجريد والكلاسيكية والحداثة… ما المدرسة الأقرب إلى قلبكِ؟ ولماذا؟
أجد نفسي أكثر في المدرسة التجريدية؛ لا لسهولتها، بل لأنها تمنحني حرية مطلقة في ترجمة مشاعري دون قيود الشكل أو اللون. هي الأقرب إلى قلبي وإلى ما أشعر به.

6. كيف توفّقين بين الرسم التقليدي والرسم الرقمي في تجربتك الفنية؟
أوازن بينهما بعين الفنان وبحكمة التجربة؛ فبعض الأفكار لا تترجم إلا رقميًا، وأخرى لا تكتمل روحها إلا بالألوان والملمس الحقيقي على الورق أو القماش.

7. ما الذي يمثّله الفن بالنسبة لكِ؟ وهل هو مجرد تعبير ذاتي أم رسالة أعمق؟
الفن بالنسبة لي ليس زخرفة ولا ترفًا، بل لغة كاملة أعبّر بها عن رؤيتي للعالم. هو وسيلتي لإعادة تقديم الواقع بريشتي، حاملاً رسائل تتجاوز الذات وتصل إلى الآخر.

8. من بين مشاركاتك في المعارض، ما التجربة التي تركت أثرًا عميقًا فيكِ؟
مشاركتي في تمثيل المملكة بمصر كانت تجربة فارقة. رغم صعوبتها، منحتني يقينًا بأني قادرة على إيصال رسالة فنية سعودية نبيلة، وعززت ثقتي بأن الجمال حين يُترجم بصدق… يصل.

9. كيف كانت تجربتكِ مع الجداريات؟ وما أبرز التحديات التي واجهتكِ؟
رسم الجداريات تجربة ساحرة. التحديات غالبًا تكون مناخية أو تقنية مثل الارتفاع، لكنها تتلاشى أمام متعة ترك أثرٍ حيّ يمر به الجميع يوميًا.

10. بصفتكِ مدربة معتمدة، كيف تصفين دوركِ في إيصال الفن للناشئة؟
رسالتي التعليمية تتجاوز التلقين، وأسعى دائمًا لتوصيل الفن بما يلائم كل متدرّب. أجمل لحظات التدريب حين ألمح الامتنان في عيونهم… هناك أوقن أنني صنعت فرقًا.

11. من بين أكثر من خمسين ورشة فنية، ما الورشة الأقرب إلى قلبكِ؟ ولماذا؟
ورشة لطالبات كفيفات لن أنساها أبدًا. أحضرت لهن أكوابًا وخرزًا وطلبت منهن كتابة أسمائهن بلغة برايل، وفي نهاية اليوم، قدمت لي إحداهن كوبًا يحمل اسمي… لحظة إنسانية خالدة.

12. كيف تستوحين أفكارك قبل الشروع في أي عمل فني؟ وهل تمرّين بما يسمى “الجفاف الإبداعي”؟
الإلهام أحيانًا يأتي من الطلب ذاته، مما يوضح الفكرة. أما الجفاف، فهو يحدث أحيانًا، لكنه لا يطول إذا غذّينا أرواحنا بالجمال والقراءة والتجربة.

13. حدّثينا عن تجربة تصميم أغلفة الكتب… كيف تحوّلين الفكرة إلى لوحة؟
لطالما تمنيت تصميم أغلفة كتب. مع كتاب “يخون الملح” للكاتب مشاري الجوهر، قرأت المحتوى بتأنٍ، وصمّمت غلافًا يُلخّص الروح الداخلية للنص، ويُغري القارئ بالاكتشاف.

14. ما أكثر لحظة فخر مرّت بكِ خلال مسيرتك الفنية؟
أعتز بتكريمي من سمو الأمير عبدالله بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود، لحظة شعرت فيها أن رسالتي الفنية قُدّرت، وأن جهدي لم يذهب سدى.

15. ما طموحاتك المستقبلية كفنانة؟ وهل هناك مشروع تحلمين بتحقيقه؟
لا أؤمن بالاكتفاء. الفن بالنسبة لي رحلة لا تنتهي. أحلم بمعارض عالمية ومشاريع تحمل هوية وطني، تُعبّر عنه وتُخلّد ملامحه… أريد أن أكون صدىً للضوء، وأترك أثرًا لا يُمحى.

16- كلمة أخيرة ؟
شكراً لك أ.موضي وشكراً لصحيفة الحقيقة هذه المساحة التي منحتموني إياها .


وفي ختام اللقاء مع الفنانة الشكيلة أمل العطوي

الفن، كما رأيناه في عيني “تباريح”، ليس مجرد مساحات تُملأ بالألوان، بل هو حياة تنبض على الورق، وحكاية تروى بصمت الريشة وصدق الشعور.
نشكر الفنانة أمل العطوي (تباريح) على هذا الحوار الذي حملنا معها إلى عوالم الإبداع، وفتح أمامنا نوافذ الأمل، حيث يُولد الجمال من رحم الشغف
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر