×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

هؤلاء يكتبون للمرة الأولى

هؤلاء يكتبون للمرة الأولى
بقلم : يزن حبيبي 
الكتابة في بداياتها لا تأتي مستقرة ولا ناضجة.
النص الأول غالبًا ما يكون مرتبكًا، متعثر الإيقاع، غير مكتمل البناء.
لكنه ينبض برغبة عارمة في التعبير، ويخرج الكلمات من الداخل رغم كل التردد.

من يكتب لأول مرة لا يطلب الكمال، بل يسعى فقط لإيصال شعور، لتدوين لحظة، أو لالتقاط فكرة تضغط على القلب.

من يخطو إلى عتبة الكتابة لأول مرة، يحمل نظرة طازجة، وفضولًا تجاه اللغة، ورغبة صادقة في قول شيء لم يُقل من قبل.
لا يتبع خطوات ممهّدة، ولا يعيد تدوير العبارات القديمة، بل يحاول أن يجد صوته في زحام الأصوات، أن يقول "أنا هنا" بطريقته الخاصة.

تبدو المحاولات الأولى ناقصة في نظر أصحابها، وهذا طبيعي.
فكل بداية تتلبسها الحيرة، وكل نص جديد هو محاولة للعثور على المعنى.

الموهبة وحدها لا تكفي، فالنص لا يكتمل إلا إذا خرج من موضعٍ صادق في القلب.

من يبدأ لا يملك الأدوات كاملة، لكنه يملك ما هو أثمن: الشغف، والرغبة، والنية. الاستمرار، والمحاولة، والانفتاح على القراءة والتجريب، هي ما يمهد الطريق نحو نضج قادم.

قد لا تبهر نصوص البدايات الجميع، لكنها تضيء مؤشرات لبدايات تستحق الإصغاء.

الكتابة الأولى هي لحظة تكوين، وجرأة على الانكشاف، لا تَطلب الكمال بل الصدق.
القارئ لا يحتاج إلى نص مثالي، بل إلى نص يشعر به.
من يكتب اليوم للمرة الأولى قد يصبح غدًا صوتًا لا يُنسى.

هذه المسودات الأولى لا يجب أن تُقارن، بل أن تُحتضن.
فهي لا تحتاج إلى مراجعة لغوية بقدر ما تحتاج إلى قلب منفتح.
كل سطر يولد من إحساس حقيقي يحمل شيئًا لا يجب تجاهله، ويستحق أن يُمنح فرصة ليُرى ويُسمع.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر