×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

"زوجة للبيع" بثمن لايك

"زوجة للبيع" بثمن لايك
 
حينما تتحول الحياة الزوجية من رباط مقدّس إلى محتوى استعراضي تُقاس فيه قيمة الشريك بعدد الإعجابات، يكون الأمر أشبه بعرضٍ تجاري رخيص، يعلن فيه الزوج عن زوجته، وتسوّق فيه الزوجة لزوجها أمام جمهورٍ متعطشٍ لمشاهد سطحية ومبتذلة.

أمام هذا المشهد، تجد زوجًا لم يعد يكتفي بزوجته كشريكة حياة، بل يستخدمها كشريكة محتوى، فيتسابق في بيع خصوصياتها ولحظاتهما الحميمة أو حتى خلافاتهما اليومية لجمهورٍ لا يرحم، ولا يشبع من متابعة حياة الآخرين.

وتجد زوجةً لا تتحرج من عرض تفاصيل حياتها وكأنها سلعة على منصة تجارية، ثمنها «لايك»، وقيمتها «تعليق» يُشيد أو ينتقد.

الخطورة هنا لا تقتصر على مجرد التشهير، بل تمتد لتحويل العلاقة الزوجية إلى منتجٍ استهلاكي، قابل للمزايدة الرقمية، فالزوجة معروضة للبيع بثمن لايك، والزوج متاحٌ للإيجار بمتابعة جديدة، فيما تُختصر حياتهما الزوجية كاملةً في مقطع فيديو قصير أو صورةٍ مستفزة لجذب الجمهور.

المؤلم في هذه الظاهرة أن مَن يبيع خصوصياته اليوم بمحض إرادته، سيشتري لاحقًا ثمنها ألمًا وإحباطًا حين يكتشف أن العلاقة التي تأسست على عدد المشاهدات والمتابعين، لن تصمد أمام أول عاصفة حقيقية بعيدًا عن فلاتر الكاميرات وضجيج التصفيق الرقمي.

إن البيوت التي تُبنى على تجارة المشاهدات لا سقف لها، وستسقط مع أول موجة من النقد أو التشهير، حينها لن تُعيد الـ«لايكات» كرامةً مفقودةً ولا مشاعر مُهدرة.

إلى هؤلاء الأزواج نقول:
ما هكذا تُصنع العلاقات، وما هكذا تكون الحياة الزوجية، فالبيوت أسرارٌ، والستر قيمة لا تُشترى بثمن.
التعليقات 0
التعليقات 0
أكثر